38serv
استغرب قرّاء ومحبو “الخبر”، وحتى متتبعو القضية من رجال القانون وطلبة التخصصات القانونية في دراسات ما بعد التدرج على مستوى ولاية الجلفة، التأجيل للمرّة الثالثة على التوالي من طرف المحكمة الإدارية ببئر مراد رايس في قضية “الخبر”، خاصة أنها مودعة في الاستعجالي، ما أدى إلى التشكيك في تسييس القضية وتغلّب التأجيل كحل، في انتظار معجزة من أجل استرجاع استقلالية القرار. “تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر”، عبارة رددها أحد القانونيين مباشرة بعد سماع خبر التأجيل في قضية “الخبر” للمرة الثالثة، إلى غاية يوم 8 جوان، وتأكد على حد قوله أن السياسة انتصرت على العدالة، واتضح أن القضاء وصل غاية من الحرج أمام قضية طرحت في الاستعجالي، والمفروض أن يفصل فيها دون مماطلة أو تأجيل ومهما كان الطرف المتضرر، لأن الطرف المتضرر إذا كانت قضيته عادلة فإنه يتابعها حتى في المحاكم الدولية، وهو الأمر الذي لمسناه لدى الكثير ممن تحدثنا معهم بشأن التأجيل في قضية “الخبر”، حيث أدرك الجميع أن التأجيل سلوك سياسي هدفه النيل من حماس المتتبعين للقضية وأنصارها من مختلف الولايات، واختيار تاريخ الجلسة مع بداية شهر رمضان المعظم يراه أصحاب الكواليس على المستوى السياسي وليس على مستوى القضاء.وذهب البعض إلى أن التأجيل يُظهر الحرج الذي أوقع فيه وزيرُ الاتصال العدالةَ التي من المفروض أن تصدر قرارها الشجاع لتبرهن للشعب أنها مستقلة وقرارها فوق الوزير وفوق الرئيس، وحتى العدالة متأكدة من أن هذه القضية لها أبعادها الخطيرة جدا فيما ستفرزه من نتائج، ومنهج التأجيل بقدر ما يراه أصحاب الكواليس مفيدا في تمييع القضية، فهو على العكس تماما، لأن القضية متعلقة بفئات المثقفين وأنصار حرية التعبير، وهؤلاء يزداد تعاطفهم كلما طال الانتظار، بل ويبحثون عن حلول أخرى قد تصل إلى المحاكم الدولية، وقد تصل إلى منظمات حقوق الإنسان وحرية التعبير على المستوى العالمي، فيما عبّر لنا البعض عن أسفه من التأجيلات المتلاحقة، مستشهدا بكل مرارة بعبارة قالها أدولف هتلر، رغم أنه زعيم الحزب النازي، قبيل إعلانه الدخول في الحرب العالمية الأولى، وقد وجه كلامه لقائد الحربية آنذاك “لست أنا أو أنت من يعلن عن اندلاع الحرب، ولكن وزير العدل هو الذي يأمرنا بالإعلان عن بداية الحملة”!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات