في اليوم الأول لمحاكمة قضية “الخبر”، أجلت بسبب تبديل الغرفة، من الغرفة الأولى إلى الغرفة الثانية، مع تغيير طلب الدعوى، من إبطال الصفقة إلى تجميدها فقط..! وفي المرة الثانية تم تأجيل القضية لأن الوزارة التي رفعت القضية اعتمدت محاميا مشطوبا من مهنة المحاماة، أي أن الوزارة اختارت محاميا “كلانديستان”، وهذا في حد ذاته يدل على مستوى جدية الجهة التي رفعت الدعوى..!يوم أمس، أجلت القضية أيضا مرة أخرى والسبب أن وزارة الاتصال قررت تغيير المشتكى منه، من رئيس مجلس إدارة مجمع “الخبر” إلى المساهمين.الآن أصبحت أميل إلى الرأي الذي يقول: إن ڤرين وسعداني وبوشوارب وسلال أصبحوا يستخدمون قضية “الخبر” للدفع إلى التعفن السياسي، بغرض تسريع مرحلة تحضير ما بعد بوتفليقة.. وأن عملية تحويل “الاستعجالي” إلى عادي في قضية “الخبر”، معناه أن المجموعة استغلت الحراك الحاصل حول القضية في الرأي العام.. فالاضطرابات الحاصلة في منطقة القبائل، والأخرى التي تحدث كل يوم، تجعل هؤلاء ينتشون، لأن هذه الاضطرابات تعجّل من عملية البحث عن مرحلة ما بعد بوتفليقة بكل جدية.قد يكون الأمر أيضا له علاقة بملء فراغ سياسي بقضية الحديث عنها قد ينسي الرأي العام مسألة الحديث عن صحة الرئيس، ولهذا تتوالى التأجيلات رغم أن القضية استعجالية ولا تتطلب هذا التأجيل! ولئن يتحدث المتحدثون عن صراع المعارضة والإعلام مع ڤرين وسعداني وسلال، حول موضوع “الخبر” وربراب، خير من أن يتحدث هؤلاء عن صحة الرئيس، وعن أزمة الفراغ في السلطة وعن سوء تسيير البلاد.الطريف في الموضوع أن سلال أمر ڤرين بتطهير قطاع الصحافة والسمعي البصري من الأعمال غير الشرعية! ولسنا ندري كيف يطهّر اللاشرعي القنوات غير الشرعية؟! هل يجرؤ سلال على الدفع بڤرين إلى الكشف عن خلفيات ملف الإشهار لمديرية “لاناب” في غرب البلاد؟! وهل بإمكانه أن يكشف عن علاقة الوزير العائلية بالشخص الذي عيّن مؤخرا في مصلحة توزيع الإشهار في لاناب؟! هل بإمكان سلال أن يدفع نحو كشف ملابسات الشركات الخاصة التي تمتلكها عائلات مسؤولين ولها علاقة تجارية بدوائر الإشهار العامة والخاصة وقنوات الفساد الإعلامي التي يريد سلال تطهيرها بڤرين؟!لا ياسيادة الوزير الأول، ڤرين ليس الشخص المؤهل لأن يفتح ملف الفساد في هذا القطاع.. العمل الجدي الذي ينبغي أن يحظى بالاحترام والقبول هو تكوين لجنة من المهنيين تحت رئاسة الحكومة أو الرئاسة للنظر في الموضوع بجدية، هذا هو الحل الجدي والصحيح.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات