+ -

الصائم المخلص زيادة على عفوه وصفحه وحِلمه يُنفِق مما عنده لينفع أخاه بعِلمه أو بجاهه أو بماله أو بصحته.. ولو بشق تمرة، ولو بكلمة طيبة فلا يبخل، ومَن يبخل فإنما يبخل عن نفسه.. أجل يبخل عن نفسه لأنه حرمها لذة الجود والكرم، يبخل عنها لأنه حرمها حتى من الدواء القليل الناجع، الدواء الذي يشفي المصاب من داء الشح وداء الأبدان وداء العقول وداء الأموال..قال عليه الصلاة والسلام في حديث أخرجه أبو داود والطبراني والبيهقي عن الحسن رضي الله عنه: “حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء والتضرع”.قال الإمام ابن رشد رحمه الله في فتاويه: وإن صح الحديث فمعناه والله أعلم الحض على عيادة المرضى والترغيب في ذلك، لأن من الحقوق التي أوجبها الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم للأخ على أخيه المسلم أن يعوده إذا مرض. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم يشهده إذا مات ويعوده إذا مرض وينتصح له إن غاب أو شهد”. وعيادته إياه في مرضه معروف يصنعه إليه وكل معروف صدقة وهو إذا عاده وصله بذلك، وأدخل عليه السرور بعيادته إياه، ودعائه له.ولا شك في أن الرجاء في إجابة الدعاء له بالراحة والشفاء أكثر من الرجاء في الانتفاع بمعالجة الحكيم. إذ قد يتسبب بمعالجته فينفعه، وقد يخطئ فيها فتضره. والدعاء منفعة له على كل حال.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات