داعش يستهدف معاقل القوات الروسية في سوريا

+ -

 في وقت دعت روسيا الولايات المتحدة إلى تنسيق العمليات العسكرية في مواجهة تنظيم داعش في سوريا، أقدم التنظيم على استهداف منطقة طرطوس لأول مرة، وهي المنطقة التي تتواجد فيها القوات الروسية إلى جانب قاعدة حميحيم الجوية، فقد تبنى داعش عمليات تفجيرية طالت مدينة طرطوس، بالتزامن مع عمليات مماثلة في مدينة جبلة بريف اللاذقية، وأسفرت العمليات الإرهابية عن مقتل وإصابة أكثر من 100 شخص، كما تبنى تنظيم أحرار الشام أيضا العمليات.وقد أعربت موسكو عن قلقها إزاء التفجيرات التي ضربت المدن السورية، حيث قال ديميتري بيسكوف، الناطق الرسمي باسم الرئيس الروسي، “من غير الممكن ألا تثير زيادة التوتر والنشاط الإرهابي قلقا شديدا، مرة أخرى يظهر ذلك هشاشة الوضع في سوريا، ويؤكد مرة أخرى ضرورة مواصلة مسار المفاوضات بخطوات حثيثة”. بالمقابل، أشار وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، في تصريحات صحفية، أن هناك دورا تركيا وخليجيا سعوديا قطريا خلف كل هذه الأحداث”، واصفا منفذي تفجيرات جبلة وطرطوس بـ«مجموعة من الجبناء غير القادرين على مواجهة الجيش السوري في الميدان”.وتكمن خطورة أحداث أمس في كون تفجيرات طرطوس هي العملية الأولى التي تهز مدينة طرطوس منذ بداية الأحداث في سوريا، وتقع طرطوس، التي توجد بها قاعدة بحرية روسية، على بعد 300 كيلومتر عن العاصمة دمشق، ما يكشف عن ثغرة أمنية في قلب المنطقة التي تتمتع بتواجد أمني كثيف وتواجد قوات وقاعدة روسية، حيث تبنى داعش العمليات قائلا إن الهجمات استهدفت “تجمعات للعلويين”، وتأتي هذه العمليات في وقت كثفت القوات الروسية من غاراتها على معاقل تنظيم داعش ومواقعه في دير الزور والرقة، وبروز مؤشرات على تنسيق أمريكي كردي لمباشرة عملية عسكرية باتجاه أهم معاقل داعش، كما تأتي في وقت سجل التنظيم خسائر بشرية، كان آخرها مقتل أحد القيادات الميدانية البارزة لداعش، في شيخ الريح بشمال حلب، ويتعلق الأمر بأبي علي النوربي، بعد الاعتراف، في مارس الماضي، بمقتل أبو الهيجاء التونسي الذي أرسله زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي من العراق، ليشرف على العمليات العسكرية في ريف حلب الشمالي الشرقي، وبالتالي فإن العمليات تأتي لتحقيق، حسب الخبراء، عدد من الأهداف منها الصدى الإعلامي والاستعراضي لتنظيم بدأ يتراجع في العديد من المناطق، لاسيما منذ بدء العمليات العسكرية الروسية، والإيحاء بقدرة التنظيم على توجيه ضربات في المناطق الأكثر أمنا، حيث تأتي العمليات يومين بعد تلك التي شهدتها المنطقة الخضراء في العراق، في أكثر المناطق حراسة ورقابة في العاصمة العراقية بغداد والتي تبناها داعش أيضا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات