من عجائب الأمور ما يأتي:1- مصالح الشرطة في وهران تتنصل من العمل الجيد والمشرّف الذي قالت “الخبر” إن مصالح أمن وهران تقوم به؛ وهو التحقيق في ملف المديرية الجهوية للأناب! وقالت مصالح أمن وهران إن ما تقوم به ليس تحقيقا قضائيا؛ وإنما هي تقوم بعمل روتيني عادي لا يحمل صفة التحقيق القضائي.. كما كتبت “الخبر”.واضح أن الأمر يتعلّق بضغوط تعرّضت لها شرطة وهران كي تقول مثل هذا الكلام وتتخلّى عن عمل يشرّفها عمله في محاربة الفساد! فهل تحتاج الشرطة إلى النفي عن نفسها صفة مكافحة الفساد إذا لم تتعرّض إلى ضغوط؟! أليس من الأنسب أن تقول الشرطة: إنها أجرت تحقيقا ولم تجد شيئا؟! حتى ولو كان هذا التحقيق روتينيا، كما تقول؟! ما الذي يدفع الشرطة إلى التملّص مما تقوم به في إطار مهامها العادية إذا لم يكن الأمر يتعلّق بضغط من جهة نافذة لإسكات الشرطة والصحافة عن النبش في الملف؟! بيان الشرطة يدل على أن ما كتبته “الخبر” وتنصلت منه الشرطة، هو الحقيقة.. وهو الفضيحة.2- الأطرف من هذا كله؛ أن صحيفة ناشئة أذنها في فم ڤرين وزير الاتصال قامت بنشر “تكذيب” مصالح شرطة وهران للخبر الذي نشرته “الخبر” حول موضوع فتح الشرطة لتحقيق في ملف توزيع الإشهار في وهران! نشرته الصحيفة في الصفحة الأولى.. ولم تنشر الصحيفة الخبر الذي نشرته “الخبر” من قبل! وتم هذا بكل مهنية ڤرين الإشهارية! حتى أن أهل المهنة تساءلوا عن نشر صحيفة ما تكذيبا لخبر لم تنشره أصلا ونشرته صحيفة أخرى؟! هل هذه مهنية جديدة ظهرت في أخلاقيات “الصحافة المڤرونة” التي يريد إرساءها وزير الاتصال.. عفوا الإشهار!ألا يحس القارئ بأن مصدر البيان الذي نشرته الشرطة تتنصل فيه من التحقيق في موضوع توزيع الإشهار في وهران، هو المصدر نفسه الذي أوحى إلى هذه الصحيفة بنشر التكذيب! وفي هذه الحالة: ألا يستحق الموضوع فتح تحقيق معمّق في مسألة توزيع الإشهار على المستوى الوطني في “الأناب”.. وليس “أناب” وهران فقط؟!3- والتي قالت لهم ناموا ولا تستيقظوا ما فاز اليوم إلا النوم، هو قول ڤرين إنه متأكد من أن صفقة “الخبر” مع ربراب غير قانونية.. ومع ذلك ينتظر العدالة!أليس هذا نوع من أنواع التهديد للعدالة من طرف الوزير! وهو تهديد لا يختلف عن التضليل الذي يقوم به سعداني عندما يقول إن “الخبر” وربراب صفقتهما تهدد أمن الرئاسة واستقرارها! فمن هو القاضي الذي يصدر أحكاما تناصر من يهدد أمن الرئيس، القاضي الأول في البلاد؟!هل سعداني وڤرين يعرفان القانون أفضل من الموثق الذي حرر العقد؟! وسعداني وڤرين ومعلوماتهما في القانون تساوي معلوماتي أنا في علم الحياة على الكواكب السيّارة؟! إنه البؤس والرداءة يا وطني!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات