38serv

+ -

سيّدة ارتكبت من المعاصي الكثير ونحن مقبلين على شهر رمضان، فهل يحق لها التوبة؟ باب التوبة مفتوح لكلّ عباد الله وبخاصة المذنبين منهم، فالمعصية خطأ والتمادي فيها خطأ أكبر، والمعصية إثم يلقاه صاحبه بين يديه يوم يقف بين يدي الله، لا ينفعه مال ولا بنون. وعليه، نقول للسيّدة الكريمة سارعي إلى مغفرة من ربّك بالتوبة النّصوح، مستغلة النّفحات الربانية في هذا الشّهر الكريم، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “التّائب من الذّنب كمَن لا ذنْبَ له” رواه ابن ماجه وغيره وهو حديث حسن، ومن رحمة الله ورأفته بعباده أن تجاوز لهم عن أخطائهم متَى تابوا وصدقت منهم التوبة، بل زادهم أن يبدّل سيّئاتهم حسنات. وقال تعالى: “والّذين لا يدْعُون مع الله إلهًا آخَرَ ولا يَقتُلون النّفس الّتي حَرَّم اللهُ إلاّ بالحقِّ ولا يزنون ومَن يفعَل ذلك يَلْقَ أثَامًا * يُضاعَف له العذابُ يومَ القيامة ويَخْلُد فيه مُهانًا * إلاّ مَن تاب وآمَن وعمِلَ صالحًا فأُولئِك يُبَدِّلُ الله سيّئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رَّحيمًا” الفرقان:68-70.وأركان التوبة النّصوح كما يلي: الإقلاع عن المعصية والبعد عن جوِّها وأصحابها وما يؤدي إليها. والنّدم على فعلها مع التّمني لو أن مرتكب المعصية لم يفعلها. وعقد العزم على عدم الرجوع إليها بإرادة قوية وثبات بنية الطاعة لله سبحانه وتعالى. وتبرئة الذِمّة إن كانت المعصية في حقّ عبد من عباد الله، كرد المظلمة وإعادة الأموال إن كانت سرقة واستسماح صاحبه، فإنّنا ندعو له بالمغفرة والرّحمة والخير عمومًا مع ذكره بالخير حين يذكر في مجلس ما.ما حكم الصّلاة في شهر رمضان فقط؟ الصّلاة في شهر رمضان وتركها في غيره حرام، لأنّ الصّلاة فرض كما أنّ الصّيام فرض، والله افترض على المسلمين خمس صلوات في اليوم واللّيلة يؤدّيها المؤمن من بلوغه إلى أن يموت وهو الفرض الوحيد الّذي لا يسقط بالمرض أو السفر. فليحرِص المؤمن على صلاته، لأنّ مَن ضيَّع صلاته فهو لما سواها أضيع، والله الموفق.ما هو حكم قصّ المرأة شعر رأسها وصبغه؟ ليس في النُّصوص ما يدلّ على كراهة قصّ المرأة شعر رأسها أو على تحريمه، فهو جائز على وجه لا تصل به إلى حدِّ التّشبّه برأس الرجل، أو التّشبُّه بالكافرات والفاسقات في تسريحات شعورهنّ، لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “لعن المتشبِّهات من النّساء بالرِّجال”، وقال: “مَن تشبَّه بقوم فهو منهم”. ولا شكّ أنّ إبقاء المرأة على شعرها طويلاً أفضل من قصِّه، أمّا عن صبغ الشّعر فلا بُدّ أن يُجتَنَب فيه السّواد، والتّشبّه بالكافرات والفاسقات، قال صلّى الله عليه وسلّم: “غيِّروا هذا الشّيب وجنِّبوه السّواد”. والله الموفق.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات