+ -

 لم يكن رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، علي حداد، مجانبا للصواب عندما قال إن “الخبر متجذرة لدى الجزائريين”، لكن في مقابل ذلك، يرى سعداني ومن يسير في فلكه، أن الجنرال المتقاعد توفيق له دور في القضية، في حين أن “الخبر” ما كانت لتكبر لو لا وقوف أكبر جنرال وراءها، إنهم ملايين القراء. قديما قيل “إذا أردت أن تقتل كلبك فاتهمه بالجنون”، وها هي “الخبر” تتهم من قبل عمار سعداني بأنها مستعملة من قبل الجنرال “توفيق” للعودة إلى السلطة، بعدما أخرجه بوتفليقة وحل جهاز “الدياراس”. وتحولت صفقة التنازل عن أسهم “الخبر” لفائدة مجمع “ناس برود” فرع سيفيتال، إلى مطية لتلفيق شتى أنواع الأكاذيب والتهم من طرف المنتفعين من حكم بوتفليقة، في محاولة لتحريض الرأي العام على “الخبر” بأنها تعمل على إعادة من كانوا يسمونه “الغول”، أي الجنرال توفيق، إلى سدة الحكم مجددا.صحيح أن “الخبر” جريدة كبيرة و”متجذرة لدى الجزائريين”، مثلما اعترف بذلك رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، علي حداد، ولكن لا يمكنها أن تدعي أنها هي من “تصنع الرؤساء”، مثلما يريد سعداني وشاكلته أن يلصقوا بها ذلك زورا وبهتانا، فهو شرف لم تدعه يوما “الخبر” ولم يخطر في يوم من الأيام على بال مسؤوليها وعمالها وصحفييها، الذين اجتهدوا لتقديم معلومات للقراء تحظى بالصدق والمصداقية ليس إلا، وتكون بكل تواضع صوت الجزائر العميقة. قد يكون سعداني مصابا بـ”الهلوسة” من الجنرال توفيق، مثلما قال القيادي في حزب العمال، جلول جودي، ولذلك فهو يعمل لتحويله إلى مشجب يعلق عليه كل ذنوب السلطة وإخفاقاتها، وبالمقابل يبيض من خلالها أيضا وجوها أخرى، لو استعملت كل مساحيق الدنيا من ماكياج لما استطاع ذلك تحسين صورتها، فقط لأن الجزائريين يحفظون جيدا أن “الثور عندما يسقط تكثر سكاكينو”. لقد انتقدت “الخبر” الجنرال توفيق عندما “كان على ديدانو”، وهنا نذكر سعداني بأن “الخبر” نشرت تصريحاتك في فطور الصباح في 2006، في صفحتها الأولى، لما كنت رئيسا للمجلس الشعبي الوطني: “يجب إنهاء السلطة الخفية”، وكنت لا تجرؤ على ذكر اسم الجنرال توفيق يومها، أما اليوم وقد أحيل على التقاعد فليس من شيم الجريدة أن تطلق النار على “سيارة الإسعاف”.ولضرب الجريدة التي احتضنها القراء، بدأت حملة التلفيقات والفبركات ضدها من طرف سعداني، ڤرين وغيره من المنتفعين من حالة الترهل التي وصلت إليها الدولة، برميها جورا وبهتانا بأنها “رجس من عمل الجنرال توفيق”، وتصنيفها ضمن “محور الشر”، حتى ينفض الناس من حول “الخبر” ويفتح الطريق على مصراعيه لتشكيل ملامح المرحلة المقبلة التي يريدها سعداني ورفاقه من المستفيدين من حكم بوتفليقة على مقاس مصالحهم. غير أن قوة “الخبر” ومحبيها ومحترميها ممن لا يقرأون حتى بالعربية، تكمن في أن وراءها أكبر جنرال، لكنه دون البزة العسكرية.. إنهم القراء.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: