بشسع نعل أورتيلان.. أيها الحاقدون!

38serv

+ -

 لماذا عاد “قرين”؟ هل نسي معطفه في المدينة قبل أن يغادرها ذات مساء حاملا حقيبته وشيئا من ذاكرة الوطن وماله وترابه؟ ربما كان عليه أن يقيم حفلة عشائه الأخير، لكنه كان يعلم عندما حزم متاعه أنه سيعود، من الإشهار إلى الإشهار.. تلك هي المشكلة. عندما تتهاوى بيادق الشطرنج وتسقط أصنام الشمع التي عبدها المشركون بأن مع الله بشرا مثلنا يتحكمون في أرزاقنا وأرواحنا وحتى كتاباتنا، نفهم أن العالم هذا ليس لنا، وليس من حقنا الكلام فيه، لكن “الزير سالم (المهلهل)” قالها ولم يهمه إن أبيدت تغلب بسببها “بؤ بشسع نعل كليب”، هل فهمتم.؟ إنها تشبه “وقائع انتخابات مختلفة”(1).“بدلا من إعطاء السياسي مفاتيح المدينة،قد يكون من الأفضل تغيير الأقفال”  (دوج لارسون) الكفر ملة واحدة، وكذب السياسيين مسألة مبدأ، يبحثون في دموع الفقراء عن كذبة يسرقونها، ويكفرون بعدها بهذه الظروف التي جعلتهم يعيشون مثل هذه المواقف، يسرقون الخبز ثم يتصدقون بفتاته عليك، وينتظرون منك أن تسلم على أحذيتهم، ما أرخصهم.. لكن “ليل الحقد” “لن يكون طريقا طويلا”(2)(3).“إذا لم تكن هذه مؤامرة فهي حتماليست حفلة شاي” (محمد حسنين هيكل) إن لم يكن ما يحدث لـ “الخبر” مؤامرة، فهو بالتأكيد “ليس حفلة شاي”. إنها معركة بالسيوف والأوراق، في أرض غير محايدة، ولكني مازلت مؤمناً أنك إذا أردت تغيير العالم، فالصحافة أقوى سلاح، ولا يمكن كتابة التاريخ بذبح صحفي يبحث في أزقة هذا الوطن، وشوارعِه العارية من كل فرح، عن ورقة وقلم ليتدفأ بهما. إنه الشتاء ياسيدي.. شتاء الوطن، وما أتعس أن تبرد وتجوع في وطن حلمت يوما أن لا يكون حكامه “مثل الظلال الخفية”(4).“في أمريكا يحكم الرئيس لأربع سنوات،بينما تحكم الصحافة إلى الأبد” (أوسكار وايلد) الحقيقة عندنا أن الرئيس يحكم للأبد، والصحافة لا تحكم يوما.. عندنا يُدجن الجميع ويُروَّض، وبعد ترويض الحمير والبغال والكلاب الضالة، تريد وزارة الاتصال ترويض الأحصنة العربية الأصيلة، الأمر صعب، فقد قال ميرابو “حرية الصحافة نتيجة محتومة لتعرض الإنسان للخطأ، فإما أن نطلقها وإما أن نزعم أن الحكام معصومون عن الخطأ”. وتساءلت ماذا لو تركت السلطة عندنا الصحافة الحرة (أصلا ومنشئاً) أن تحكم البلاد لشهر واحد فقط؟ هل يبقى من درنها شيء؟ و”آخر الصلاة”(5).. سلام!

(1)”وقائع انتخابات مختلفة” كتاب لحميد قرين 2005(2)“ليل الحقد” رواية لحميد قرين(3) “لن يكون طريقا طويلا” رواية لحميد قرين(4) “مثل الظلال الخفية” كتاب لحميد قرين 2004(5)“آخر الصلاة” أول رواية لحميد قرين

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات