+ -

 عندما اتصلت هاتفيا بالسيد فاروق قسنطيني، ظهر أول أمس، لأسأله عن رأيه في تصريحات وزير الاتصال، حميد ڤرين، بأنه لا يعترف بسلطة ضبط الصحافة، ككيان نص عليه القانون العضوي للإعلام، قال لي بالحرف الواحد وبعفوية وبلغة فرنسية واضحة:  Eh bien, il n’a qu’à démissionner. وكررها مرتين. وقال قسنطيني، أيضا: “لا أعتقد أن الحكومة ستوافق على طلب وزير الاتصال تعديل القانون لحذف سلطة الضبط لمجرد أن وزير الاتصال لا تعجبه هذه الآلية”.ثم سألت قسنطيني إن كان يظن أن الوزير الأول، عبد المالك سلال، مطالب بأن يوقف وزيره للاتصال عند حده، فقال لي إن الرئاسة والحكومة يفترض أن تتصديا للوزير بسبب تصريحاته. في اليوم الذي نشرت فيه تصريحات قسنطيني على أعمدة “الخبر”، سمعته يصرح لتلفزيون خاص أنه لم يتحدث أبدا عن استقالة ڤرين من الحكومة، وتساءل: “من أنا حتى أطلب منه الاستقالة”. وعاتب صحفي “الخبر” الذي نقل تصريحاته، مشيرا إلى أنه حرّف كلامه. اتصلت بالسيد قسنطيني فوجدته غاضبا بحجة أن الاتصالات تهاطلت عليه من كل جانب في ذلك اليوم، يلومه أصحابها على تصريحاته. وقال لي بالحرف الواحد: “يا حميد جبتلي مشاكل، جبتلي هرج كبير، من الصباح التلفون ما حبسش.. كسروا لي راسي”.قلت له: “يا أستاذ ألم تذكر لي من تلقاء نفسك أن ڤرين ما عليه إلا أن يستقيل إذا لم يعجبه قانون الإعلام؟”. السيد قسنطيني لم يذكر لي أبدا أنه لم يتلفظ بكلمة “استقالة”، وأنني حرفت كلامه كما قال في حديثه مع القناة التلفزيونية. وظل يعاتبني على أن الجريدة وضعت تصريحاته في الصفحة الأولى وبالبنط العريض. وفهمت من كلامه أن نشر تصريحاته وصورته مع ڤرين على صدر الصفحة الأولى للجريدة، هو ما أثار حفيظته، وليس لأنني نقلت عنه بأن وزير الاتصال مدعو للاستقالة! كما فهمت منه أنه لولا الضغط الذي تعرض له من وسائل إعلام متخندقة مع ڤرين في حربه ضد “الخبر”، ما كان سيتراجع عن تصريحاته.عاتبت السيد قسنطيني على تكذيبي في وسيلة إعلام أخرى، بينما كان الأصل أن يبعث لي تكذيبا لأنشره في “الخبر”، وهو يعرف هذا الأمر جيدا من موقعه محاميا، ولكن قسنطيني لم يبد تحمسا لإرسال رده لسبب بسيط هو أنه يعرف أن ما نشرناه هو كلامه. للإشارة، السيد قسنطيني اتصل بي قبل 10 أيام ليطلب مني أن أحرص على نشر رد بعثه إلى “الخبر”، يخص اتهامات خطيرة وجهتها له أرملة رجل الثورة الراحل صالح بوبنيدر، في نزاع العائلة مع رجل الثورة عز الدين زراري يتعلق بأملاك عقارية. هذا يثبت أن قسنطيني كان حاسما في الرد على ما اعتبره اتهامات باطلة، وحريصا على نشر هذا الرد في الصحيفة التي تعاملت مع اتهامات أرملة بوبنيدر، ولم يتوجه برده إلى وسيلة إعلام أخرى.هذه هي تفاصيل قصة تصريحات قسنطيني لـ”الخبر”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: