تعتبر مشاركتهم الأولى من نوعها في صالون السياحة بالجزائر، كيف ترون ذلك؟ صحيح هذه أول مشاركة لوكالات إيرانية، لدينا خبرة تمتد لأكثر من ثلاثين سنة في المجال السياحي وإن كان تاريخ تأسيس الوكالة هذه حديث العهد. شخصيا تخصصت فيما يعرف بـ«اي كومينغ” أي استقدام السائحين والترويج للوجهة السياحية الإيرانية عبر العالم، وقد نجحنا في استقطاب اهتمام السائح التركي، ويجب أن أقر بأن اهتمام الوكالات الإيرانية كان إلى عهد قريب منصبا على السياح الأوروبيين أو الآسيويين، لكننا بدأنا في التأكيد على أهمية ربط العلاقات بالعالم الإسلامي، وأنا أؤمن بوجود فرص كثيرة يمكن استغلالها للترويج السياحي، لذا نبحث عن بلدان جديدة من بينها الجزائر.لماذا الجزائر؟ وكيف بدأ الاهتمام يبرز لهذه الوجهات غير التقليدية؟ تعرفت على أسر جزائرية من تلمسان ووهران، وقد قاموا بزيارة لإيران واستحسنوا المقومات السياحية التي تزخر بها إيران ومعالمها الأثرية المصنفة من اليونسكو، لذا شعرنا بضرورة توسيع دائرة الاهتمام بمنطقة المغرب العربي. وكان لنا لقاء بوزير السياحة الجزائري خلال الصالون وحثنا على تشجيع استقدام وفود سياحية إيرانية للجزائر أيضا، وأعلم أن هنالك وكالات سياحية إيرانية مستعدة لذلك وتبدي اهتماما، خاصة أن الكثير من الإيرانيين يتوجهون إلى تونس، حيث زار حوالي 6000 سائح إيراني تونس.لكن الوجهة السياحية الإيرانية على عكس التركية مثلا غير معروفة وغير مروج لها كثيرا، كيف تتعاملون مع ذلك؟ ندرك أن إيران واجهت منذ قيام الثورة عدة عقبات ومشاكل مع الغرب، كما أن عدم اعتراف إيران بإسرائيل جعلها تخضع لحملة تشويه وحصار، حيث تعطى صورة نمطية غير صحيحة عن البلد، رغم أن إيران غنية بمعالمها التاريخية ونصبها وآثارها وكثير منها مصنف من قبل منظمة اليونيسكو، فضلا عن التنوع الثقافي والفني من مسرح وسينما وفنون جميلة، لذلك وعبر عروضنا السياحية المقدمة بما في ذلك للسائح الجزائري، نركز على مثل هذه الخصوصيات لاكتشاف روح البلد وجوهره.لكن هنالك غيابا للرحلات الجوية وهو عامل أساسي للترويج السياحي؟ الرحلات الجوية بين الجزائر وإيران غير متاحة حاليا، ولكن سيتم ذلك قريبا، حيث ستشرع شركتا ”اسامانير” و«امانير” للطيران الإيرانية قريبا في ضمان رحلات جوية بين الجزائر وطهران وبين الجزائر وطهران والصين. وقد استفادت إيران من تدعيم أسطولها الجوي بطائرات حديثة من طراز ”ارباص”، ما سيتيح ربط خطوط متعددة منها إلى أمريكا اللاتينية وفنزويلا، وهو أمر يساهم في ترويج الوجهتين السياحيتين.ما هي العروض التي يمكن أن يستفيد منها السائح الجزائري حاليا؟ بالنسبة للعروض فإنها مدمجة. فبخصوص العرض الكلاسيكي أي ثماني ليال إقامة بمعدل يومين في كل من طهران وأصفهان وياز وشيراز، مع زيارة عدد من المدن الصغيرة بينها، فإن التكلفة الإجمالية ما بين 800 و1000 أورو. هنالك اختلاف في الفترات، فشهر أفريل يعني فترة الذروة مثلا، ونواجه محدودية القدرة الاستيعابية للفنادق وارتفاع أسعار تذاكر المتاحف الكبرى مثل متحف الآثار الكبير لأصفهان، ولكن مع ذلك فإن العروض جذابة لأننا لا نبحث عن الربح فهنالك عروض للإقامة في فنادق خمس نجوم ومطاعم خمس نجوم بـ1550 أورو.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات