دخل وزير الإعلام ڤرين في مرحلة جديدة من الرداءة في تسيير القطاع؛ فقد أصبح يشترط على الصحافيين إظهار بطاقة الصحفي التي تسمى عند الصحافيين بـ “ڤرين كارت”ǃ إذا أرادوا حضور ندوات ونشاطات الوزير ڤرينǃ“ڤرين كارت” هذه لم يحصل عليها جل الصحافيين المهنيين بسبب الطريقة التي اعتمدها وزير الإعلام في إصدار هذه البطاقةǃ ولهذا حصلت أعداد كبيرة من السكرتيرات والشوافرة وعاملات النظافة على بطاقة “ڤرين كارت” للصحافة.وإذا كان حضور الأنشطة الحكومية للصحافيين يشترط مستقبلا بحصول الصحفي على “ڤرين كارت”، فتصوّروا معي ندوة صحفية للوزير الأول لا يحضرها الصحافيون؛ لأنه ليس لديهم بطاقة “ڤرين كارت”ǃ ويحضرها فقط الشوافرة وعاملات النظافة والكاتباتǃ لأن هذه الأصناف هي التي حصلت على الأعداد الكافية من بطاقة “ڤرين كارت”ǃنحن لا نتقول على الوزير في هذه الأمور، فهو الذي قال ذات يوم إنه نصّب لجنة للتحقيق في منح بطاقاته “ڤرين كارت” لهذه الأنواعǃ أي تكوين لجنة لمراقبة تجاوزات اللجنة التي نصّبها لمنح البطاقاتǃالحمد الله أن الوزير لم ينصّب لجنة سلطة الضبط للصحافة المكتوبة أو السمعي البصري.. وإلا وجدنا فيها السكرتيرات أو عاملات النظافةǃوالأمر هنا ليس غريبا؛ لأن عاملات النظافة والحفافات والسكرتيرات والشوافرة وجدوا مكانهم في برلمان الأمة.. فكيف لا تسند لهذه الأصناف قضية سلطة الضبط في الصحافة والسمعي البصري؟ǃأطرف ما قاله وزير الإعلام ويكتب بالإبر على “آما قي” البشرǃ هو أن صحيفة “الخبر” التي عمرها 25 سنة، وهي ثاني صحيفة في العالم العربي، لابد أن تطلب من جديد ترخيصا من الوزير ڤرين كي تصدر بطريقة شرعية؟ǃ مثل هذا القول لا يصدر عن إنسان عاقل.. وهي الحالة التي يريد ڤرين الوصول إليها بقرار العدالة الذي طلبه في دعوتهǃصحيفة كانت تصدر وفقا للقانون قبل 25 سنة حين كان هذا الوزير في الثانوية أو الجامعة على أبعد تقدير، تصبح الآن هذه الصحيفة مطالبة بأن تأخذ شهادة الحياة أو الميلاد من جديد من هذا الوزيرǃهل الحكومة والرئيس وكل هيئات الدولة واعية بهذه المهازل التي يقوم بها هذا الوزير باسم الرئيس.. وباسم الحكومة.. وباسم الدولة؟ǃ ماذا سيقول العالم العربي الذي يتابع صحيفة هي من كبريات الصحف في العالم العربي حين يسمع بأن وزير الإعلام الجزائري طلب منها طلب العودة إلى الحياة مجددا بعد أن قتلها بقرار من العدالة؟ǃ وهل هذه العدالة في حاجة إلى هذا الوقت لإصدار حكمها في قضية هذه هي حيثياتها؟ǃ هل فعلا العدالة تتمتع بالكفاءة وهي تحتاج إلى كل هذا الوقت لمعالجة قضية لا تحتاج إلى أي عبقرية؟ǃ إنه البؤس العام الذي يعم البلاد في هذه الأيام؟ǃ
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات