+ -

قدم روبير مينارد، رئيس بلدية “بيزيي” جنوب غرب فرنسا، قراءة عنصرية لانتخاب صديق خان كعمدة لمدينة لندن، واعتبر المسألة من زاوية معادية للإسلام، حيث طرح مرة أخرى فكرة “الاستبدال الكبير” للعنصرية التي ترى أن كل تنازل للمسلمين في الغرب يؤدي حتما إلى “استبدال الديانة المسيحية بالإسلام”.كتب روبير مينارد، أول أمس، على صفحته بموقع “تويتر” تعليقا على انتخاب “صديق خان” المواطن البريطاني المسلم، على رأس مدينة “لندن”، ما يلي: “إن الاستبدال الكبير قيد التحضير في العواصم الأوروبية”، معتبرا أن “أوروبا أصبحت عاجزة عن مواجهة الإسلام في عقر دارها”.تخويف العنصر المسيحييأتي موقف رئيس بلدية “بيزيي” في وقت لم يتقبل أنصار التيار اليميني في فرنسا بالأخص، انتخاب صديق خان كعمدة لمدينة لندن، وهو ما اعتبرته أطراف أخرى أكثر انفتاحا على الجالية المسلمة والمغتربة في فرنسا، بمثابة خطوة نحو تأجيج روح العداء تجاه المسلمين والآخر بصفة عامة، ونشر الإسلاموفوبيا بشكل أوسع، علما أن مثل هذه الأفكار عرفت رواجا كبيرا في فرنسا منذ أن تحدث الرئيس السابق “نيكولا ساركوزي”، بدعم من مستشاره السابق “باتريك بيسون”، عن ما أسماه “الفرنسيين ذوي الأصول المسيحية” أو “الفرنسيين المنحدرين من العنصر المسيحي”، على حد تعبير “نادين مورانو”، صاحبة الطرح العنصري داخل تيار اليمين.على خطى المفكر العنصري “رونو كامو”ووجدت مثل هذه الأفكار العنصرية، بالأخص فكرة “الاستبدال الكبير” التي روج لها أحد مفكري العنصرية الفرنسية “رونو كامو”، والروائي “ميشال هويلباك”، صاحب فكرة “الخضوع للديانة الإسلامية”، طريقها إلى كثير من أنصار اليمين المتطرف، وحتى بعض مناصري اليمين الذي ساند ترشيح الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي.وحسب مينارد فإن فوز صديق خان، المسلم ذو الأصول الباكستانية، يفتح الطريق أمام تنازلات أخرى تؤدي حتما إلى “تراجع إفضاء المسيحي في الغرب لصالح الإسلام”.وأجج روبير مينارد، مرة أخرى عبر ما كتبه في موقعه على موقع “تويتر”، مشاعر الخوف لدى الفرنسيين الذين لم يتخلصوا بعدُ من مظاهر الريبة من المسلمين عقب التفجيرات الأخيرة التي استهدفت باريس وبروكسل. ويرى خبراء أن تصريحات مينارد تؤدي حتما إلى نشر شعور الخوف من المستقبل جراء التخويف من الانتشار الكبير للديانة الإسلامية في الغرب. وحسب هؤلاء، فإن تخوفات مينارد مبالغ فيها، ترمي إلى رفع حدة الإسلاموفوبيا لا غير، بدليل أن سكان مدينة “روتردام” الهولندية سبق لهم أن انتخبوا أحمد أبو طالب كعمدة لمدينتهم، دون أن يؤدي ذلك إلى حدوث أي تراجع للديانة المسيحية، ولم يمس تقاليد المدينة العريقة. وبينما اختار اللندنيون شخصية تنتمي للديانة الإسلامية كعمدة لمدينتهم، عرفت عواصم أوروبية أخرى صعودا ا للأحزاب اليمينية في الانتخابات المحلية، كنتيجة لعدة عوامل أبرزها تزايد الهجمات الإرهابية مؤخرا، واستغلال المرشحين لعواطف الجماهير من خلال اللعب على وتر توفير الأمن المفقود منذ هجمات باريس وما بعدها. وأمام هذا الخطر، حذر الأمين العام لمجلس أوروبا “ثوربيورن ياغلاند” من أن الديمقراطية مهددة بتصاعد النزعة الشعبوية والقومية في أوروبا، وقال بمناسبة نشر تقرير سنوي حول “الديمقراطية في أوروبا”: “إن تصاعد الشعوبية يضع القارة في وضع خطير جدا”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات