"سائقو القطارات يواصلون إضرابهم والإدارة تقرر فصلهم"!

+ -

“أنتم لم تستحملوا معاناة أسبوع، ونحن استحملنا معاناة سنوات”، هكذا ردّ أحد موظفي السكة الحديدية المضرب على مواطن انتقد الحركة الاحتجاجية التي شنها سائقو المؤسسة منذ أكثر من أسبوع، ودخل الاثنان في مناوشات كلامية، في انتظار قطار لم يعد إلى السكة بعد.. وقد لا يأتي! دخل إضراب سائقي السكة الحديدية يومه الثامن، دون التوصل مع الإدارة إلى اتفاق يرضي الطرفين ويعيد القطار إلى السكة، حيث وقفت “الخبر” على معاناة المواطنين الذين لا يزال الكثير منهم يمرون عبر المحطة لكي يسألوا فيما إذا كان السائقون قد استأنفوا العمل أم لا؟ ويكون الرد بداية لمعاناة المواطن الذي يبحث عن وسيلة أخرى قد تكون أكثر إرهاقا وتكلفة.تقربنا من السيدة فاطمة الزهراء التي تسكن بالجزائر الوسطى وتعمل في الرغاية، قالت إنها تستعمل القطار بشكل يومي، ولكن منذ بداية الإضراب صارت تستيقظ في الصباح الباكر لكي لا تصل إلى مقر عملها متأخرة! وضعية قالت إنها تقلقها وتجعلها تتأخر يوميا في طريق الذهاب والإياب، معبرة عن استيائها مما أسمته “انعدام جهود العمال والإدارة في التوصل إلى حل”. فيما عبّر رضوان عن استيائه هو الآخر من هذه الحركة، التي قال إنها قلبت يومياته رأسا على عقب، قبل أن يعلق بالقول: “كل يوم إضراب في مكان ما، إما الأساتذة أو الأطباء أو الناقلون أو غيرهم”، وقال إنه يدرس في جامعة باب الزوار، وصار لا يذهب يوميا لكي يتفادى مشقة التنقل”.وخلق الإضراب جوا من التوتر بين المسافرين وبين موظفي الإدارة والأكشاك، بل وحتى أعوان الأمن، مثلما يقول أحد الأعوان في حديثه معنا: “نتحمّل بشكل يومي انتقادات المواطن التي لا تنقطع، رغم أننا نحاول أن نخفف عنهم بعض المشقة بإعلامهم بمواعيد القطارات التي تضمن الحد الأدنى من الخدمة!”.   المدير العام لمؤسسة النقل بالسكة الحديدية لـ “الخبر”“الحركة الاحتجاجية أضرت بصورة الشركة” قال المدير العام لمؤسسة النقل بالسكة الحديدية، ياسين بن جاب الله، إن إدارة المؤسسة استنفدت كل جهودها للتفاوض مع العمال بغية التوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين، وهي مضطرة لتطبيق القانون على المعنيين، الذي يصل إلى الفصل النهائي من المنصب.وأوضح المتحدث بأن تلبية مطلب فئة واحدة يفتح المجال إلى إضراب آخر يشنه الـ12 ألف عامل آخر، والشركة غير قادرة على تسيير إضراب آخر.  وقال المصدر نفسه إن الفدرالية هي الممثل الوحيد للعمال والمخول للتفاوض مع الإدارة، ودع المضربين لأن يدخلوا تحت غطاء الفدرالية لكي يرفعوا انشغالاتهم ومطالبهم. وحول مصير المضربين، قال المتحدث إن القانون الداخلي سيطبق عليهم بحذافيره، حيث يبلغون بالتخلي عنى منصبهم في أجل 48 ساعة، ويخضعون للجنة تأديب يحضرها ممثلو العمال والإدارة ويصدرون قرارات تصل إلى الفصل النهائي من المنصب.وأضاف المتحدث نفسه بأن هذا الإضراب سبب خسائر مادية معتبرة للشركة، وأضر بسمعة وصورة الشركة.رئيس الفرع النقابي لمؤسسة النقل بالسكة الحديدية لـ “الخبر”“لن نتراجع إلى غاية الاستجابة لمطلبنا” قال رئيس الفرع النقابي لسائقي السكة الحديدية عبد القادر صيد لـ “الخبر”، إن الحركة الاحتجاجية لن تتوقف إلا بالاستجابة للمطلب الواحد والوحيد للسائقين، وهو “تسوية الوضعية”، مفيدا بأن المضربين لن يوقفوا الحركة الاحتجاجية حتى لو فصلوا جميعا من مناصبهم.  وقال المتحدث إن هذا المطلب هو تصنيف السائقين في الرتبة “س 3” عوض “د 3” مثل زملائهم التقنيين السامين في باقي المصالح، وأضاف: “إنه مطلب مكرس في الاتفاقيات الممضاة بين الإدارة وبين العمال”، متسائلا عن عدم تجسيدها خلال الفترة السابقة. كما أكد المتحدث على أن المطلب قديم، وليس جديدا، وأنه حق، وبعض العمال لجأوا إلى العدالة وأنصفتهم، في حين لا تزال إدارة الشركة، حسبه، تتعنت في معالجته، مضيفا بأن العمال الذين لا يملكون عقودا تضامنوا مع المضربين تعبيرا منهم عن تمادي الإدارة في هضم حقوق العمال.  وحول التهديد بالفصل، قال المتحدث نفسه إن “العمال لن يتراجعوا عن احتجاجهم، ولو كان ذلك على حساب مناصب عملهم”.  

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات