فتيات أوروبيات لتجنيد الشباب الجزائري في “داعش”

+ -

 تتابع المصالح الأمنية المختصة تنامي عمليات التجنيد لصالح تنظيم “داعش” الإرهابي، عن طريق روابط تكنولوجية وإلكترونية وحتى الاتصالات الهاتفية الدولية، التي أضحى يستعملها أشخاص مقيمون في أوروبا وليبيا من أصول جزائرية وتونسية ومغربية، يعملون بشكل مكثف على انتقاء شرائح معينة من الشباب الجزائري، من خلال استمالتهم من طرف العنصر النسوي، ودفعهم إلى تنبي أفكار مؤيدة للتنظيمات الإرهابية الدولية والإقليمية، على غرار تنظيم الدولة و”جبهة النصرة” و”القاعدة”. تبين للجهات الأمنية الوطنية، حسبما أفاد به مصدر أمني لـ”الخبر”، أن الشباب المستهدف، بالأخص المقيم في الضواحي والأحياء الهشة والجامعيين البطالين، خضعوا خلال الـ 14 شهرا الماضية إلى اتصالات هاتفية متكررة صدرت من طرف نساء وفتيات، ينتمين للجالية المغاربية المقيمة بأوروبا، وقال مصدر “الخبر” إن الخلايا الأمنية المركزية التابعة لمصالح الشرطة القضائية ووزارة الدفاع الوطني الجزائرية، جمعت معلومات مفصلة حول الكم الهائل من الاتصالات الإلكترونية والهاتفية الصادرة من خارج التراب الوطني، أغلبها كان على لسان نساء مرتبطات بالتنظيمات الإرهابية العالمية، حيث عملن على مراحل من أجل استمالة وتحريض فئات شبانية معينة للتشبع بالفكر “الجهادي التكفيري” بأساليب متنوعة.أثبتت التحريات الميدانية الصادرة عن المصالح الإقليمية للأمن، بأن نساء مغتربات “مشتبه فيهن” تم استعمالهن من طرف خلايا الدعم والمساندة للجماعات الإرهابية النشطة ببعض الدول الأوروبية وأجزاء من تركيا وسوريا، ساهمن بشكل كبير في تفعيل عمليات تجنيد عناصر جديدة لصالح “داعش”، حيث قال مصدر مختص إن المشتبه فيهن يشتغلن، في المراحل الأولى، على جمع الأرقام الهاتفية للفئة العمرية لما بين 19 و35 سنة، من خلال ثلاثة مصادر، الأول من المحيط العائلي للأشخاص المستهدفين عن طريق استغلال فترات الإجازات الصيفية، حيث تنزل أعداد كبيرة من المغتربين إلى أرض الوطن، وهؤلاء يعودون بكم معتبر من الأرقام الهاتفية لأقاربهم، فتكون تحت خدمة شبكات التجنيد، إضافة إلى الأرقام والعناوين الإلكترونية للشباب الباحث عن العمل والذي عادة من ينشر نسخا من السير الذاتية عبر المواقع المتخصصة في الهجرة والوظائف الخارجية، وانتهاء بالأرقام الهاتفية والمعلومات الشخصية المتوفرة عن الفئة المستهدفة، والتي تكون متاحة لمتصفحي صفحات التواصل الاجتماعي الداخلية، خصوصا “فيسبوك” والمتبادلة بين المعتمرين والحجاج.تعتبر البيانات الشخصية والأرقام الهاتفية مادة دسمة لشبكات التجنيد، حيث تكون في متناول خلايا الدعم التي تقوم باستعمال فتيات من أجل الإشادة بتنظيم “الدولة”، بقصد إقناع الشباب المحلي بتقبل ممارساته وأفكاره. ومن خلال تكرار الاتصالات، يتم الإيقاع ببعض الشباب غير المسبوق قضائيا وغير المدرج ضمن قوائم الأشخاص المشتبه فيهم، ويتم استدراجهم من خلال تسهيل عمليات انتقالهم إلى بلدان أوروبية لفترات محددة، قبل إلحاقهم بالمناطق الخاضعة لنشاط التنظيم الإرهابي الدولي “داعش”.ميدانيا، رصدت عناصر الأمن سلسلة اتصالات صادرة من التراب الفرنسي، جمعت بين نساء مجهولات وبين شباب جامعي مقيم في عدة مناطق وسطى، أهمها ولايات بومرداس، البليدة، تيبازة والشلف، كان موضوعها الأساسي تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”. ففي ولاية تيبازة، عالجت مصالح الأمن الولائي، شهر جانفي 2016، شكاوى تقدم بها مواطنون مقيمون ببلدية حجوط، هؤلاء أفادوا بتلقيهم سلسلة اتصالات خارجية، صدرت من فتيات تحدثن معهم باللغة الفرنسية والعربية، وكان موضوعها الإشادة “ببطولات” التنظيمات الجهادية في العالم، حيث سارع هذا الشاب إلى ترسيم شكواهم، ليتبين فيما بعد لعناصر الأمن أن مجموعة هامة من الشباب خضع لنفس الاتصالات ومن أرقام هاتفية فرنسية وأوروبية وأرقام مجهولة. الأمر ذاته وقفت عليه مصالح الشرطة القضائية بالبليدة، حينما تمكنت، خلال السداسي الثاني من سنة 2015، من إجهاض عمليات التحاق مجموعة من الأشخاص بالمناطق الساخنة بدول الجوار وبمنطقة الشام، بفضل رصدها اتصالات هاتفية، مكنتها من القبض على ما يزيد عن 30 عنصرا “داعشيا” من بلدية بوعرفة، وهي نفس النتيجة التي حققتها المصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن الولاية، الأسبوع الماضي، بتوقيفها 8 عناصر خطيرة مرتبطة هاتفيا وإلكترونيا بتنظيم “داعش”، تكون ذات صلة بتزويد شبكات الإسناد الدولية بالبيانات الشخصية عن الشباب المستهدف،. وهي نفس النتائج التي توصلت إليها عناصر الأمن المشتركة ببومرداس وتيزي وزو والبويرة خلال الفترة ذاتها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات