"الأستاذ الناجح من يعمل بقلبه لا بقلمه"

+ -

عبد الوهاب علاق، هو أستاذ مادة اللغة الانجليزية بمتوسطة المجاهد وقادي مسعود بحي الحمادين ببلدية المقرن في وادي سوف، وصاحب موهبة فذة وعطاء لا ينتهي وغرام بالتعليم منقطع النظير، طلق بسببه دراسة الطب في الجامعة، مستعيضا عنها بدراسة الانجليزية ليتفرّغ في النهاية لتعليم التلاميذ هذه اللغة العالمية. وُلد الأستاذ عبد الوهاب علاق بتاريخ 25 جوان 1978 في بلدية المقرن، من أسرة متواضعة وميسورة الحال، وهو أب لبنتين هما ريم وتسنيم، وحصل على شهادة البكالوريا بامتياز، مما أهّله، كما يقول، لأن يطرق باب دراسة الطب تحقيقا لرغبة العائلة التي أرادت أن يكون ابنها طبيبا، لكن سفينته جرت بما لا تشتهيه رياح العائلة بسبب حبه الكبير لمهنة التعليم وتفوقه المبكر في اللغة الانجليزية، مما جعله يغيّر مسار دراسته من الطب الى اللغة الانجليزية، حيث تحصّل على شهادة الليسانس في هذه المادة من جامعة ورڤلة. وفي المتوسطة التي يدرس فيها تلاميذه، لا يكتفي الأستاذ علاق عبد الوهاب، بتدريس المادة وإعطاء التلاميذ الواجبات المنزلية ومرافقتهم بالنصائح والتوجيهات الدائمة، ولكنه يقدّم فوق ذلك، نشاطات أخرى مكمّلة على حساب أسرته، وكثيرا ما يدفع من جيبه بعض التكاليف لشراء مواد تكميلية لنشاطات التلاميذ، فهو صاحب أكبر منتدى تعليمي محلي “منتديات الأستاذ علاق التعليمية”، كما أنشأ مجلة “قناديل” ووضعها في متناول التلاميذ لوضع إبداعاتهم ومساهماتهم. كما أصدر الأستاذ علاق بعض المطويات والكتب المدرسية التي تساهم في رفع مستوى التلاميذ، منها كتاب “جسور الانجليزية” خاص بطلبة الرابعة متوسط، كما وظّف مكتسباته التعليمية التي حصل عليها من داخل الوطن وخارجه مثل المراكز التكوينية في أوربا وكندا وانجلترا وعلاقاته المهنية مع نشريات وإذاعات دولية ناطقة بالانجليزية، كما ذكر بأنه تلقى عروضا للعمل بالخارج في مجالات التعليم، ولكن حبه للوالدة ولتعليم وتكوين أبناء بلده جعله يرفض ذلك، مفضّلا تسخير حياته لهذه المهمة النبيلة.زملاؤه يقولون عنه بأنه المثال الحي للتضحية والضمير النابض حرقةً على التلميذ، فهو صاحب الأخلاق السامية والتواضع المنقطع النظير، الخدوم الذي لا يردّ أحدا طرق بابه، فكثيرا ما كان يجود من ماله لتكريم تلاميذه وشحذ هممهم، حيث اتسعت شهرته بين كل التلاميذ والأولياء. ويؤكدون بأنه مكسب للمنظومة التربوية وللمدرسة الجزائرية.ويعتبر الأستاذ علاق عبد الوهاب، خارج المجال التربوي، الشخصية الاجتماعية المحبوبة بدون منازع، وكذلك الرياضي الذي لا يشق له غبار في فريق “صقور العلالقة” حيث يعدّ نجمه الأول في الدورات الصيفية. ويلخص الأستاذ علاق رؤيته لمهنة التعليم، بأنها أشرف مهنة على وجه الأرض كونها تتعلق بتكوين الأجيال، وهي رسالة عظيمة تتطلب التضحية الكبيرة من أجل رفع مستوى هذا الجيل الذي يعيش في مفترقات كبيرة وخطيرة وتتطلب من الأستاذ الحنكة والذكاء، ويعتقد بأن المعلم الناجح هو الذي يعمل بقلبه لا بقلمه، ويقترب من تلاميذه فردا فردا، ويفجّر طاقاتهم الكامنة والباقي على الله، كما قال.                                              

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات