في 1980 كتب الأستاذ علي بن محمد سلسلة مقالات في المجاهد الأسبوعي في ركن “ع:راصد” كان أحدها تحت عنوان: “عصمان الڤارد”.. تهكم فيها على الرئيس الشاذلي الذي عيّنه “الڤراد” إماما للجزائر.. أي رئيسا، وهو لا يعرف “قوعو من بوعو” في السياسة، كما قال بوتفليقة فيما بعد. مقالات بن محمد كانت خيالية، ولكنها ملاصقة للواقع السياسي الهزلي الذي كان سائدا آنذاك بمضحكاته التي تحوّلت إلى بكيات فيما بعد.من بين ما قاله بن محمد في مقال “عصمان الڤارد”، أن الإمام الذي عينه الترافسة لإمامة قرية الترفاس صوته ضعيف وباهت، ولكن الڤراد الذين ألحوا على تعيينه وهو لا يملك اللسان والصوت المطلوبين للإمامة قالوا: إنهم سيتغلبون على هذه النقيصة في الإمام بوضع مكبر للصوت لهذا “الڤارد” كي يصبح إماما صوته جهوري!تذكرت هذه “الحادثة المقالة” التي كتبها بن محمد قبل 36 سنة من الآن، عندما قرأت ما جاء في كتاب رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي السابق دوبري الذي قابل الرئيس بوتفليقة في ديسمبر الماضي.. وتحدث معه الرئيس بوتفليقة بميكرفون يكبر له الصوت كي يسمعه.. ومع ذلك كان يسمعه بصعوبة، حسب ما قال!وأتساءل مع المواطنين بعد 36 سنة من تعيين الڤراد لعصمان الڤارد إماما أو رئيسا، رغم أنف الترافسة! هل هؤلاء هم أيضا الذين عينوا لنا من جاءت به العهدة الرابعة ليكون رئيسا بميكروفون مكبر الصوت.. وهو الذي تم اختياره من طرف حراس غابة الجزائر (الڤراد)؛ لأنه يتمتع بصوت خطابي جهوري ينتقم للجزائر وللجزائريين من الرؤساء “الڤراد” العڤاڤن الذين حكمونا بعد رحيل بومدين قبل 36 سنة!ابتلعت “غصة” ما قرأت لرئيس مجلس الشيوخ الفرنسي السابق، ورحت أتابع الأخبار الباقية في تلفازات البؤس العام، فوجدت ما هو أخطر.. وجدت مرشح الرئاسة شكيب خليل مهدي التيكساس المنتظر الذي نزل على الجزائر في زوايا الشعوذة السياسية.. وجدته يقول: “إن الإمبريالية الصهيونية التي بعثته لنا كمهدي منتظر لإنقاذنا بضمياطي الزوايا، هي التي تتآمر عليه من خلال تشويه سمعة زوجته بأوراق باناما! وأن ما كتب عن زوجته وتورطها في أوراق باناما هو مؤامرة على الجزائر! فهل أصبحت زوجة خليل هي الجزائر؟!ما أتعس هذا البلد عندما تصبح سمعته هي سمعة زوجة وزير لا تحمل حتى الجنسية الجزائرية؟!إنني تعبان وأريد جرعة أنسولين؛ لأن السكر انخفض منسوبه في دمي... ولذلك أحس بدوران في رأسي.. ويا “ڤراد” ارفعوا المستوى قليلا وعينوا لنا “باطريوطا” رئيسا عوض حكاية الڤراد ومكبرات الصوت؟!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات