يبدي نصف الجزائريين تأييدا لفصل الدين عن السياسة، كما ترتفع النسبة المئوية عند المواطنين الذين يرون أن الشريعة هي المصدر الوحيد أثناء إعداد مشاريع القوانين. هي خلاصة وردت في تقرير للمعهد الألماني للدراسات “كونراد أدنوار”، حول “الدين والسياسة في شمال إفريقيا”.ركّزت الدراسة المنشورة على الموقع الإلكتروني للمعهد، على خمسة محاور في تحليل “علاقة الدين بالسياسة في الجزائر”، تتعلق بـ “علاقة المواطنين بالإسلام”، و”تصور الإسلام السياسي”، “المواطنون وفكرة التطرّف الديني” و”نظرة المواطنين للدولة الإسلامية”. وفي التفاصيل، يشعر 58.5 بالمائة من الجزائريين الذين شملتهم الدراسة بأنهم “مسلمون” أكثر من صفتهم “جزائريين”، وقد حاز هذا الإحساس نسبة 30.1 بالمائة من الإجابات، بينما يفضل 6.6 بالمائة من الجزائريين إطلاق صفة “عربي” عليهم.وطرح على الجزائريين المستجوبين السؤال التالي: “هل تعتقد أن هويتك الوطنية أهم من هوية الدينية؟ وهنا أجاب 15.9 بالمائة منهم بأن الهوية الوطنية أهم من الهوية الدينية، فيما ظهرت نسبة مرتفعة عند الجزائريين الذي تغلب هويتهم الدينية (الإسلام) على هويتهم الوطنية بـ79.6 بالمائة. ويتماشى هذا السؤال مع سؤال آخر يتعلق بـ “أهمية الإسلام في حياة الجزائريين”، فكانت النتيجة كبيرة؛ حيث لم يظهر ولا جزائري واحد من المستجوبين لا يرى بأن الإسلام غير مهم في حياته، بدليل أن 99.8 بالمائة كانت نسبة الذين يعتبرون الإسلام “مهم جدّا” في حياتهم اليومية.وبيّنت نتائج الدراسة الجزائريين بأنهم معتدلون في سلوكياتهم الدينية، وهنا طرح على المستجوبين ثلاثة نماذج عن ارتداء الحجاب لدى النساء والقمصان الطويلة لدى الرجال، فترى نسبة 94.5 بالمائة من الجزائريين أنهم يفضلون الحجاب العادي للنساء دون تغطية الوجه، وتقل النسبة لتصل 34 بالمائة ممن يحبذون ارتداء النساء للنقاب. أما لدى الرجال، فلا مانع عند 59.5 من الجزائريين أن يرتدوا “القميص الطويل”. وعن “تدخل الأئمة في الحياة السياسية”، يساند 44.7 بالمائة من الجزائريين، حسب الدراسة، أن يؤدي الأئمة دورا في الحياة السياسية، فيما يرى 51 بالمائة من المستجوبين أن يبتعد الأئمة عن التدخل في الحياة السياسية. كما تعتقد نسبة 44.3 من الجزائريين أن الإسلام له “أثر إيجابي” في السياسة العامة للبلاد، بينما لا تشاطر نسبة 19.5 هذا التوجّه. أما الغريب، فإن الجزائريين بنسبة 46.4 بالمائة يدعون السلطات العمومية إلى التدخل لوضع حد للذين يسبون الدين.وفي محور “معنى التطرف الديني”، فيرى 35.9 من الجزائريين المستجوبين أن التطرف يعني بالنسبة لهم “النظرة الخاطئة للدين”، بينما 36.2 بالمائة يعتقدون أن “الافتراء على الإسلام” سبب للتطرف الديني، فيما 11.4 بالمائة ينظرون إلى التطرف الديني بأنه “جماعة إرهابية”. أمّا السبب الرئيسي للتطرف الديني، فتبقى النسبة الكبيرة 31.9 بالمائة من الجزائريين في “النظرة الخاطئة للإسلام”، كما يدفع الفقر والبطالة بنسبة 9.6 بالمائة إلى التطرف الديني، وضعف الإيمان بـ18 بالمائة.ويعتقد الجزائريون وفقا للدراسة، بنسبة 49 بالمائة أن التطرف الديني سببه الدول الغربية، و13.7 بالمائة الأحزاب الإسلامية، 4.8 بالمائة المذهب الوهابي، وعلى هذا الأساس لا يبالي الجزائريون بوجود خطر التطرف الديني في بلادهم، فتجدهم بنسبة 46.1 بالمائة يرون أنه “خطر منخفض”، و13.8 بالمائة يذهبون إلى انعدامه أصلا.وينظر الجزائريون بنسبة 52.1 بالمائة إلى أن تنظيم “داعش” هو “إرهاب”، و10 بالمائة “بربرية متوحشة”، و8.5 بالمائة “قتل ومجازر”، بينما ترتفع النسبة إلى أقصاها عند الجزائريين الذي يرون في “داعش” خطر كبير بنسبة 85.2 بالمائة. وفي المقابل، يعتقد المستجوبون الجزائريون بنسبة 48.1 بالمائة أن “داعش” صناعة أمريكية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات