+ -

تجددت، أمس، مشكلة ندرة قسيمات السيارات الخفيفة لسنة 2016 ذات القيمة المالية المقدرة بـ2000 دج، وما دونها، الموجهة للسيارات السياحية ذات الصنف الأقل من 6 أحصنة. ولمست “الخبر” خلال جولة ميدانية قادتها إلى كبريات مكاتب البريد بالجزائر العاصمة، موجة استنكار متزايدة في أوساط ملّاك السيارات بسبب نفاد غير منطقي للأعداد الكافية لتلك الأوراق. يواجه المئات من أصحاب السيارات الصغيرة والمتوسطة، خاصة بالمناطق الوسطى، متاعب الظفر بقسيمة للسيارات المطروحة في شبابيك مكاتب بريد الجزائر. ففي مكتب بريد بئر مراد رايس، كانت حدة التوتر بادية على مجموعة من المواطنين الملتفين حول الشباك المخصص للقسيمات. وبمجرد اقترابنا من أحدهم المدعو “زهير.م”، أعرب عن استنكاره لهذه الندرة بقوله “اليوم أمضيت نصف يوم في الطواف على مكاتب البريد بحثا عن قسيمة 2000 دج، وأنا مضطر للبحث عنها خارج الجزائر العاصمة”، وهو الانطباع نفسه الذي لمسناه لدى السيد “جمال” الذي وجدناه متلاسنا مع موظف قائم على أحد شبابيك المكتب الرئيسي لبريد القبة.الندرة ذاتها شهدتها مكاتب البريد بحسين داي، التي عاشت هي الأخرى مشاكل بين الموظفين والزبائن الذين استغربوا في حديثهم معنا، نفاد الكميات الكافية من الأصناف المذكورة، بينما لفت بعضهم إلى أن القسيمات أضحت توجه بطرق غير شفافة لفائدة أشخاص بعينهم، في إشارة منهم إلى “قيام بعض الموظفين بجميع المكاتب بتسريبها لمعارفهم”، وهو المشكل نفسه الذي رصدناه عند تنقلنا إلى مكتبي البريد ببلكور وساحة أول ماي، أين صادفنا طوابير للباحثين عن القسيمة نفسها، وهناك قيل لنا إنها غير متوفرة، أمام حيرة المعنيين باقتنائها قبل انقضاء الآجال المحددة، مع الإشارة إلى وفرة باقي الأصناف.ويخشى مواطنون التقينا بهم بباب الزوار والعناصر وجسر قسنطينة، استمرار الندرة خلال الأيام المقبلة، خصوصا وأن القائمين على مصالح البريد لم يتمكنوا من طمأنة زبائنهم بإمكانية إمداد مكاتبهم بكميات إضافية، مبررين ذلك بغياب التنسيق مع المصالح التابعة لوزارة المالية.    وفي تيبازة، شهدت شبابيك قباضات الضرائب ومكاتب البريد، نقصا في قسيمات السيارات من فئة 1500، و1000 و500 دج، فيما اشتكت مكاتب البريد الثانوية من حرمانها من القسيمات التي يتجاوز ثمنها 5000 دج، ما أدخل المواطن في رحلة بحث عنها عبر مختلف نقاط البيع بالولاية.أما ببومرداس، فقد عرفت نقاط البيع ضغطا دفع القائمين على العملية إلى وضع شبابييك خاصة، ما اضطر أصحاب المركبات إلى تأجيل عمليات اقتناء القسيمة تحت ضغط الطوابير، وقال عدد من الزبائن إنه بالرغم من توفر القسيمات، فقد اختفت بعض الأصناف منها في وقت مبكر.المعاناة ذاتها عاشها سكان الأغواط، فبعد مرور أقل من أسبوعين من الشروع في بيع قسيمات السيارات، برزت مشكلة ندرة الكثير منها، خاصة ذات القيمة المنخفضة. وقد أبدى المواطنون استغرابهم لتسجيل الندرة، بعد أيام قليلة من وضعها للبيع، فقد تشهد هذه الأخيرة ازدحاما يوميا أمام شبابيكها.وأشار العديد من المواطنين إلى أنهم زاروا مختلف مكاتب البريد بحثا عن قسيمة السيارات لفئة 500 دينار وألف دينار، وكذا 1500 دينار، دون العثور عليها، ما جعلهم مجبرين على التجمع أمام قباضة الضرائب بالمعمورة وتشكيل طابور لاقتناء هذه القسيمة، إلا أنهم يقتنونها بالوساطة والطابور.من جانبها، عرفت بعض المناطق في البليدة ندرة وتدفقا لأصحاب السيارات بحثا عن تلك القسيمات، ويقول “محمد”، مواطن من العفرون، إنه إلى غاية ظهر نهار أمس، لم يتمكن من شراء قسيمة لسيارته السياحية ببريد الجزائر، وأضاف أن موظفا بالشباك المكلف ببيع تلك القسيمات أخبرهم بنفاد ما لديه من كمية، وأضاف بأنه لم يتمكن، على غرار بعض المواطنين، من اقتناء القسيمة من قباضة الضرائب رغم تبكيرهم، مع وفرة القسيمات لغير الصنف الذي يحتاجون، وهم متخوفون من أن يستمر الوضع مع اقتراب نهاية التاريخ المحدد لبيعها، وإجبارهم وقتها على شرائها بأسعار مضاعفة.    

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات