هدد تنظيم داعش الإرهابي بالسيطرة على مدينتي مصراته وبني وليد الاستراتيجيتين قبل شهر رمضان الموافق لشهر جوان المقبل، متوعدا بأن الدور بعدها سيكون على مدن وليتن والخمس وترهونة الواقعة في المنطقة الفاصلة بين مصراتة والعاصمة طرابلس، غير أن قوات مصراته الداعمة للمجلس الرئاسي في طرابلس تمكنت من صد هجوم للتنظيم الإرهابي في منطقة سدادة شرقي مصراته وقضت على 27 عنصرا من التنظيم وأسرت 15 آخرين، بينما خسرت أربعة رجال وجرح 34 آخرين. تستميت كتائب مصراته الموالية للمجلس الرئاسي في طرابلس في محاولة صد زحف عناصر داعش نحو مدينتهم التي استعصت على كتائب القذافي في 2011، والتي امتد نفوذها في معظم مدن ومناطق الغرب والجنوب الليبيين، لكنها اليوم تخوض معركة البقاء، بعد ان اقتربت عناصر داعش كثيرا من مداخلها الشرقية والجنوبية.فقد سبق أن انتزعت داعش السيطرة من كتائب مصراته على المناطق الممتدة من بن جواد شرقا إلى أبو قرين غربا على طول نحو 250 كلم من السواحل الوسطى لليبيا، على مراحل خلال سنة، حيث انتزعت في البداية السيطرة على منطقة النوفلية ثم مدينة سرت الاستراتيجية، وقطعت بذلك خط الإمدادات عن القوة الثالثة المكلفة بتحرير الموانئ النفطية، مما أدى بها إلى الانسحاب من جبهة السدرة، خاصة بعد الإخفاق في استعادة مدينة سرت من أيدي داعش المدعومة من شيوخ قبيلة القذاذفة الموالية للنظام السابق.المرحلة الثانية قام فيها تنظيم داعش بالسيطرة على المناطق الممتدة من سرت إلى غاية بن جواد شرقا، والتي انسحبت منها قوات مصراته الموالية لحكومة طرابلس، ولاقت داعش مقاومة محدودة من قبائل المنطقة لكنها سرعان ما سلمت بلداتها الصحراوية المحدودة السكان إلى داعش دون قتال بسبب افتقادها القدرة على مواجهة التنظيم الإرهابي وغياب الدعم من أطراف الصراع في ليبيا.بعد فشل تنظيم داعش في السيطرة على منطقة الموانئ النفطية شرقي بن جواد، توجه غربا نحو عدوه اللدود كتائب مصراته، واستطاع هذه المرة بعد محاولات عدة السيطرة على المنطقة الممتدة من سرت إلى غاية أبو قرين غربا، مستخدما أسلوبه المعروف في الهجوم بالسيارات الانتحارية يعقبها هجوم بالأسلحة الرشاشة، لكنه انهزم في معركة السدادة الأربعاء الماضي، في مواجهة قوات مصرته ووقع 15 من عناصره في الأسر من بينهم تونسيون وتشاديون وصوماليون وجزائريون وليبيون، على حد قول بعض وسائل الإعلام الليبية.ورغم حالة النفير التي أعلنتها كتائب مصراته في جميع مناطق الغرب الليبي، واجتماعها مع عدد من كتائب المدن الليبية في الغرب، إلا أنه لحد الآن لم يتم القيام بهجوم معاكس لطرد داعش من منطقة أبو قرين والزحف نحو معقله الرئيسي في سرت، كما سبق الإعلان عنه مرارا.لكن بالمقابل، قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لوكالة “فرانس برس”، أمس، “إذا أعدت حكومة الوفاق الوطني قائمة مفصلة ومحكمة بالأشياء التي تريد أن تستخدمها لمحاربة تنظيم داعش، واستجابت لكل متطلبات الإعفاء، فأعتقد أن أعضاء مجلس الأمن سينظرون ببالغ الجدية في هذا الطلب”.وفي سياق ذي صلة، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أمس نقلا عن مسؤولين أمريكيين أن قوات أمريكية للعمليات الخاصة تتمركز في كل من مدينتي مصراته (200 كلم شرقي طرابلس) وبنغازي منذ أواخر العام الماضي لمحاولة كسب تأييد محلي لهجوم محتمل على متشددي داعش.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات