“لا يوجد شيء أفضل من حلاوة تعليم الكبار”، “محو الأمية تعد حقنة مخدرة تسري في عروقي”.. هي الجمل التي كانت بمثابة العقيدة الراسخة وشعار حياة المعلمة ربيعة دبّاش من باتنة صاحبة الـ43 سنة، التي قضت قرابة نصف عمرها مدرسة في محو الأمية، متحدية بذلك جميع الصعاب المجتمعية وعقدة السلبية نحو المرأة وكذا العراقيل الإدارية التي واجهتها خلال عقدين من الزمن من مسارها النضالي في تعليم كبار السن أو ما يعرف في المنظومة التعليمية بمحو الأمية.تعود فكرة التحاق ربيعة بتعليم الكبار إلى جمعية اقرأ سنة 1996 بابتدائية يوسف نوري بباتنة بين الساعة السادسة والثامنة مساء، رغم الوضع الأمني الخطير وقتها، وكذا التعليقات الساخرة من طرف كبار السن القاطنين بالقرب من الابتدائية ذاتها، وذلك باقتراح من إحدى جاراتها، لتلبي الدعوة حيث اشتغلت في بداية الأمر كمتطوعة، ثم في إطار عقد تشغيل الشباب لثماني سنوات بمبلغ شهري مقدر بـ2275 دينار، غير أن هذا المبلغ لم يُشكل عائقا أمامها لمواصلة كفاحها التعليمي لسنتين في إطار الشبكة الاجتماعية وثماني سنوات أُخرى كمتعاقدة.ورغم العدد الكبير لتلميذاتها اللواتي ما لبثن يعترفن بفضلها عليهن، إلا أن الأمر الذي بقي يَحز في نفسها هو عدم اعتراف الدولة بطول سنوات عملها وعدم إدراج ذلك في سنوات خبرتها في المسابقات التي تقدمت لها.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات