"أنقذوا أبناءنا من التسرب المدرسي"!

أرسل أولياء تلاميذ بأحياء شعبية بالسواكرية ببلدية مفتاح، نداء ورسالة استغاثة مستعجلين إلى المسؤولين في البليدة، يطالبونهم بأن ينقذوا أبناءهم من شبح التسرب المدرسي والنتائج الدراسية الضعيفة والسلبية، وأن يوفّروا لأبنائهم “المغبونين” وسائل بسيطة تساعدهم في تحصيلهم الدراسي وتشجّعهم في كسب نقاط جيدة في تمدرسهم، وترفع من معنوياتهم وعزمهم على مواصلة طلب العلم.الطلب الذي حرره الأولياء البسطاء بأحياء الزوڤاري وكلاريا ومايا وكتانغا والسواكرية وأخرى، جاء هذه المرة في ثوب نداء استغاثة، حيث قال المعنيون لـ “الخبر”، إن بعض الأولياء تمكّن منهم اليأس بسبب عدم تحرك المسؤولين الذين لم يكلّفوا أنفسهم حتى عناء تعبيد طرقات موحلة شتاء وترابية صيفا.وأضاف الأولياء بأن أبناءهم صاروا محل سخرية كلما التحقوا بأقسامهم وهم ينتعلون أحذية بلاستيكية عالية تقي أقدامهم الصغيرة من تسرب مياه الأمطار والأوحال. والمصيبة، حسب نفس المتحدث، أن بعض المؤسسات التعليمية أصبحت تمنع التلاميذ من الدخول كلما قدموا منتعلين تلك الأحذية! رغم أن المسؤولية الأولى والأخيرة تقع على عاتق السلطات المعنية التي تهاونت في تهيئة محيط المؤسسة التعليمية.وصارت تلك المؤسسات محاطة بأكوام من القمامة، وألوان جدرانها باهتة وشاحبة، كما أن ماء الشرب منعدم تماما في بعضها، مما يحتم على أبنائهم استعمال مياه ملوثة، حيث سبق وأن تسبّبت في تسميم تلميذة، أما دورات المياه فقد صارت كوابيس تلاحق التلاميذ، وذلك بسبب نقص النظافة على مستواها لانعدام المياه. وزاد عدم توفر النقل المدرسي خاصة بالنسبة للتلاميذ الثانويين، معاناة أخرى أجبرت عددا من الأولياء على توقيف بناتهم عن الدراسة خوفا عليهن، وبسبب استنزاف رواتبهم الضعيفة التي لا تفي بتسديد متطلبات إضافية، ويأمل الأولياء في أن يتفهّم المسؤولون نداءهم، وأن يضعوا أنفسهم محلهم لعلهم يتحركون ويتفاعلون، خاصة وأن النداء يشخّص بعض الأمراض فقط وليس جميعها.ويأتي هذا في الوقت الذي تسعى فيه وزارة التربية الوطنية إلى تحقيق مبدأ المساواة بين الولايات، من أجل منح جميع التلاميذ نفس الفرص في النجاح، غير أن تصرفات بعض المسؤولين المحليين يضع هدف الوزارة على المحك، ويهدد بتواصل “اللاعدل” بين المؤسسات وعدم إعطاء فرص متساوية لجميع المتمدرسين.