يعتبر الأرق أو اضطراب النوم أحد أخطر الأمراض المزمنة التي تؤثر على نوعية الحياة عند الشخص الذي يعاني منه، حيث تصبح حياته متوقفة على جرعات يومية ودائمة من مختلف أنواع الحبوب المنومة، رغم أن فعاليتها مؤقتة.وفي هذا الشأن، أوضحت نتائج تقرير عالمي خاص باستهلاك الأدوية عبر مختلف دول العالم أن وصفات الحبوب المنومة تحتل نسبة 32 بالمائة من مجموع الوصفات الطبية الموجهة للمرضى. في الجزائر، ساهمت تأثيرات العشرية السوداء التي مرت بها البلاد، ناهيك عن تغير نمط العيش عند الجزائري وصعوبته، في معاناة نسبة كبيرة من الجزائريين من القلق والتوتر الذي كانت أهم تأثيراته اضطراب النوم. وعن هذه الظاهرة المرضية، أوضح الدكتور توفيق بن محمد، اختصاصي أمراض الأعصاب، أنها ممثلة في افتقار للنوم كل ليلة أو معظم ليالي الأسبوع ولفترة تزيد على 6 أشهر، حيث يمتد لفترة طويلة وتنجم عنه عديد المخاطر، مشيرا إلى أنه يمس بصفة خاصة النساء أكثر من الرجال ويتسبب في تناقص متواصل ومستمر لوظائف الدماغ، ما يؤثر على مختلف الوظائف الحيوية للشخص المصاب، حيث تصبح الرؤية ضبابية أو مزدوجة مع شعور بالغثيان. وعما ينجر عن تواصل الأرق أو عدم التمكن من الخلود للنوم والراحة لفترة طويلة، أضاف محدثنا قائلا إن “ثلاث ليال من الأرق تجعل صاحبها غير قادر على التركيز في عمله وتصيبه بتوتر كبير، أما في حال تواصل تلك الحالة مدة 3 أشهر فقد تكون قاتلة، لأن حرمان الشخص من النوم ليلا ومحاولته بذل نشاط في اليوم الموالي، يؤدي إلى استنفاد فيسيولوجية آليات الدفاع في الجسم، وتكون النتيجة انهيار الجسد مع زيادة نسبة الإصابة بمختلف الأمراض”.وفي السياق ذاته، أكدت مختلف الدراسات الطبية أن 90 بالمائة من الذين يعانون من الأرق يصابون بأمراض مزمنة تزيد حدتها مع نقص النوم وطول فترة الأرق، ومنها داء السكري وارتفاع الضغط الدموي وكذا مختلف أمراض القلب تتصدرها السكتة القلبية وعدم انتظام ضربات القلب. ويشار إلى أن غالبية من يعانون من الأرق يلجأون إلى استهلاك الحبوب المنومة التي أكدت تقارير عالمية أنها تحقق أرباحا طائلة لمنتجيها، حيث بلغ إجمالي حجم أرباح الشركات المنتجة لها في أمريكا وحدها أكثر من 3 ملايير دولار، وهو ما يوضح وقع داء الأرق أو الحرمان من النوم لفترة طويلة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات