+ -

انتهى موسم جديد من بطولة الاحتراف في الجزائر، بإسدال الستار على منافسة الأندية المحترفة في الدرجة الثانية. ولم يختلف سادس موسم للاحتراف عن بقية المواسم المنقضية، من حيث مشاهد الفضائح التي أضحت العنوان البارز لأغلب مباريات النوادي الجزائرية، خاصة في الأمتار الأخيرة من عمر “مسابقة كروية” غُيّب فيها التنافس الكروي قسرا أمام قوة سلطة “البيع والشراء”.أصبحت البطولة الجزائرية “المحترفة بامتياز” الوحيدة في العالم تقريبا، من تقترح على الجماهير العريضة “حلولا سهلة” للعبة التكهنات و«المراهنات” على المباريات، فنتائج مباريات الجولات الأخيرة منها كانت متوقعة وغير مفاجئة للجميع، وهو مشهد يتكرّر كل موسم، بالشكل الذي يؤكد بأن “البيع والشراء” هو الذي يحدّد طريقة توزيع النقاط بعيدا عن اللّعب النزيه، ودون أدنى احترام لأخلاقيات اللّعبة، وهو واقع يزيده مرارة السكوت المطبّق للمسؤولين على الكرة الجزائرية، سواء على مستوى “الفاف”، أو الرابطة أو وزارة الشباب والرياضة.وبالعودة إلى اختتام بطولة الرّابطة المحترفة الثانية، فإن ما حدث في جولتها الأخيرة وفي الجولة التي سبقتها، يثير التساؤل حول أسباب “السكوت” عمّا أصبح فصلا جديدا من فصول المهازل، كون توقيف مباراة شباب عين فكرون وجمعية الخروب لإحدى وعشرين دقيقة، بسبب اقتحام المناصرين لأرضية الميدان وتهديدهم للاعبي فريقهم عين فكرون، حسب رئيس اتحاد الشاوية، بالتصعيد في حال عدم تنازلهم عن نقاط المباراة للمنافس حتى يسقط فريق الشاوية، مؤشر خطير جدا على أن أخلاقيات اللّعبة لم يعد لها حليف في الجزائر.والأغرب فيما حدث؛ أن هدف الخروب الوحيد سُجّل بعد استئناف اللّعب وبطريقة توحي بأن تهديدات الأنصار أثّرت على لاعبي عين فكرون وجعلتهم يرضخون في النهاية، عدا الحارس الأساسي الذي غادر أرضية الميدان قبل الاستئناف حتى لا يشارك في الفضيحة، التي صنعت الحدث وكانت ختاما لبطولة تعيسة أرادت الاتحادية والرابطة تلميع صورتها من خلال اعتماد سياسة الهروب إلى الأمام كلّما “تفجّرت” فضيحة جديدة.سقوط اتحاد الشاوية بهذا الشكل، لا يعني بالضرورة بأن هذا الأخير حقق مكاسبه في الجولات الأخيرة بطرق رياضية خالصة، فقد اشتكى فريق جمعية الخروب، الذي واجهه في الجولة الثامنة والعشرين، من سوء الاستقبال والاعتداء و«الترهيب” أيضا بملعب زرداني حسّونة بأم البواقي، حتى “يترك” النقاط ويعود إلى الديار، ليردّ الخروبيون الصاع صاعين للشاوية من خلال “مسرحية” مباراة عين فكرون.ولأن “الردع” أكبر الغائبين في مهازل بطولة الاحتراف، فإن سقوط الرائد أولمبي المدية، بعد ضمانه رسميا للصعود، بأرضه أمام فريق يصارع من أجل البقاء، لم يكن مفاجئا فحسب، إنما كان متوقّعا أيضا، فقد ضمن أمل بوسعادة بفضل ذلك بقاءه في الرابطة الثانية دون أن توجه أصابع الاتهام للمدية الذي أعفى لاعبيه الأساسيين في مباراة مصيرية تتعلّق بتحديد هوية الأندية النازلة، في الوقت الذي لم تجد أندية أخرى بملعبها عناء لتحقيق الفوز والنجاة من السقوط أمام منافسين حضروا “شكليا” إلى الملعب وشعارهم “موسمنا انتهى..”.وحتى وإن كان الفوز الذي حققته مولودية سعيدة في الجولة ما قبل الأخيرة على نادي بارادو، مشروعا وضمن به البقاء، إلاّ أن حضور رئيس سعيدة في حفل أقامه والي سيدي بلعباس للاحتفال بصعود “المكرّة” رسميا على هامش المباراة الأخيرة أمام الصاعد الثاني شباب باتنة، ترك الانطباع بأن حضور رئيس مولودية سعيدة كضيف شرف هو عرفان لغلق الطريق أمام بارادو من أجل تمكين بلعباس من تحقيق الصعود، غير أن ذلك لا يمكن بأي حال من الأحوال تصنيفه في خانة الانتصارات المشبوهة.البطولة انتهت في رابطتها الثانية على وقع فضائح مُدويّة، وعلى غرار الطبعات السابقة من بطولة الاحتراف، لا أثر لموقف الهيئات الكروية التي اختارت “تزكية” الغش في كرة القدم الجزائرية من خلال السكوت.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات