قطّاع الطرق يثيرون الرعب في الجنوب

38serv

+ -

تنشط في الجنوب الجزائري عصابات مسلحة تتنقل باستعمال سيارات رباعية الدفع، وتهاجم سيارات شركات النفط لسرقتها ثم بيعها. وتحولت هذه العصابات إلى مصدر تهديد للأمن الوطني، لا يقل خطورة عن الجماعات الإرهابية. تفتش أجهزة الأمن المكلفة بمكافحة الإرهاب عن نوع ثان من المسلحين لا يقلون خطورة عن الإرهابيين، بوصفهم قطّاع طرق يستعملون أسلحة حربية لسرقة سيارات رباعية الدفع، ثم بيعها للإرهابيين أو لمهربي المخدرات.وقال مصدر أمني لـ”الخبر”: “ظهر نشاط سرقة السيارات رباعية الدفع في الجنوب لعدة أسباب أهمها ارتفاع سعر هذا النوع من السيارات، كونها ممنوعة من التداول بين الخواص طبقا لإجراءات الأمن سارية المفعول، ما يعني أن سرقة السيارات رباعية الدفع في الجنوب بات يدر عليهم أرباحا”.السطو على 15 “ستايشن”بلّغ مواطنون خواص وشركات نفط وإدارات عمومية عن سرقة 19 سيارة رباعية الدفع في عام 2015، أغلبها تم باستعمال العنف والتهديد بالأسلحة الرشاشة لسيارات تابعة لشركات عمومية وخاصة، أغلبها متخصصة في خدمة القواعد النفطية.وحسب تقارير الدرك الوطني، استعمل اللصوص من أقارب الإرهابي الشهير غدير محمد عبد الحميد أبو زيد سيارة رباعية الدفع في السرقة، واستحوذوا على عدة سيارات في الطريق الرابط بين الجزائر والحدود الجزائرية الليبية، ولا يحتاج المرء للكثير من البحث لاكتشاف صلة القرابة بين متهمين بالانتماء لعصابات مسلحة لهم علاقة بعبد الحميد أبو زيد، حيث يحمل 8 من أصل 50 متهما نفس الاسم العائلي له.رشاشات الجيوش في يد قطّاع الطرق   قبل أقل من 10 سنوات، كانت عصابات قطاع الطرق موجودة في الجنوب، إلا أنها كانت تمارس نشاطها بأسلحة بسيطة، أهمها السيوف وفي بعض الأحيان بنادق الصيد، إلا أن الحرب الأهلية في ليبيا عام 2011 غيرت الوضع بشكل جذري، اليوم يحمل رجال العصابات رشاشات كلاشنيكوف وبنادق روسية تستعمل في القنص وقنابل يدوية.وأدانت محكمة الجنايات بمجلس قضاء ورڤلة في شهر أكتوبر 2015، متهمين اثنين في قضية تشكيل عصابة مسلحة والسرقة الموصوفة وحمل أسلحة حربية وتهديد الأمن الوطني، وقررت المحكمة إدانة المتهمين بـ20 سنة سجنا نافذا، بينما قررت إدانة متهم ثالث في حالة فرار بالسجن المؤبد. وتشير وقائع القضية إلى أن المتهمين اللذين ينحدران من بلدية الدبداب الحدودية قاما بسرقة سيارة رباعية الدفع من شركة نفط أجنبية في منطقة تيافتي.والمثير في مجريات المحاكمة أن قائمة المحجوزات التي عثر عليها عناصر الجيش لدى المتهمين كانت سلاحين رشاشين من نوع كلاشنيكوف وكمية من الذخيرة وأجهزة اتصال من نوع “ثريا” ورشاش من نوع “بي كا سي”، وهو رشاش ثقيل قادر على تدمير سيارة على بعد 500 متر، وهو سلاح تستخدمه الجيوش في العادة.ضحايا من قطر ومن الإماراتفي عام 2012 تعرضت مجموعة من رجال الأعمال من جنسيات قطرية وإماراتية، لكمين نصبه لهم قطاع طرق في منطقة لبنود التابعة لولاية البيض. المسلحون كانوا يحملون رشاشات من نوع كلاشنيكوف وحجزوا على الصيادين وجردوهم من أسلحتهم ومن مبالغ مالية كبيرة ومن سيارة رباعية الدفع.وينصب رجال العصابات في العادة كمائن في الطرق الفرعية المؤدية إلى حقول النفط وينتظرون مرور سيارة رباعية الدفع للاستيلاء عليها، وتشير إفادات بعض الضحايا إلى أن المسلحين يقدمون للضحية عبوة ماء ويرشدونه للطريق، فهم لا يرغبون في القتل، بل كل هدفهم الحصول على سيارات الدفع الرباعي التي تباع لشركات النفط.ثلاث طرق وطنية خطيرةوتشير مصادر أمنية إلى أن 3 طرق وطنية تشكل هاجسا لسكان الجنوب، وهي الطريق الوطني رقم واحد الذي يربط ولاية غرداية بأقصى الجنوب وصولا إلى تمنراست، والطريق الوطني رقم 51 الرابط بين غرداية وأدرار، والطريق الوطني رقم 3 الذي يربط ولاية ورڤلة بالحدود الجزائرية الليبية.          

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات