أخيرا اعترف النظام، عبر رسالة رئيسه، بأن الجزائر تمر بأزمة معقدة تستدعي فتح حوار مع أطراف أخرى، وربط هذا الحوار بشرط استبعاد الذين “يقدحون” فيه!؟ وبغض النظر عن وضع شروط مسبقة للحوار، وهو غير معقول ولا مقبول سياسيا، في خضم الأزمة الهيكلية المتعددة الأوجه التي يعرفها النظام، والتي لا تترك له فرصة المناورة والمحاورة بشروط مسبقة، إلا أن اعترافه في حد ذاته بفشله في إدارة وتسيير شؤون الجزائريين، يعتبر سابقة كذبت كل ادعاءاته السابقة، بأن الجزائر “لا باس”، وأن المعارضة تنشر التشاؤم عن قصد، وأن الاحتجاجات في الشارع تحركها أياد أجنبية!..
لابد من التوضيح هنا أن النظام هو أزمة الجزائر، وأن أي حوار لا يبدأ من هنا مصيره إعادة إطالة عمره سنوات أخرى، على حساب مآسي الجزائريين، وهو ما فعله في سنوات ماضية، عبر مناورات وشروط مسبقة، وتخابث سياسي، كلما رأى وجوده مهددا في منعطفات تاريخية حادة، ومنها منعطف تشريعيات 2012، وتعقيدات العهدة الرابعة، وما تلاها من انهيارات تاريخية في المنظومة الأمنية، وفي السياسة الخارجية، وعلى الجبهة الاجتماعية.. حين كان يلجأ إلى محاورة نفسه عبر “الدواجن” التي صنعها حوله، سواء كأحزاب، أو ما يدّعي أنها شخصيات وطنية، من أجل إطالة عمره قليلا، حتى أصبح عاجزا، ليس فقط عن تسيير البلد، وإنما عن الوعي بأن البلد يمر بأزمة متعددة الأوجه تعصف به، وتعرضه لمخاطر لا يعلم حدودها سوى الله.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات