سلال يمنع خاوة من النزول إلى البرلمان

 غاب وزير العلاقات مع البرلمان، الطاهر خاوة، على غير العادة، عن جلسة الأسئلة الشفوية بالمجلس الشعبي الوطني، أول أمس، واستفيد من مصادر برلمانية أن خاوة الذي كان مبرمجا أن ينوب عن الوزير الأول للإجابة على سؤالين شفويين للنائب فيلالي غويني وزميلته في تكتل الجزائر الخضراء سميرة ضوايفية، لم ينزل لمقر الغرفة الأولى، ولم تقدم مبررات لغيابه عن الجلسة، غير أن مصادر قالت إن خاوة منع بقرار من الوزير الأول، عبد المالك سلال، لتجنب صدام محتمل بين رئيس الكتلة السابق للمجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني وخليفته الحالي، محمد جميعي، الذي هدد بمنعه من دخول البرلمان مدعوما بأنصاره.وفضل سلال عدم تكليف أي من أعضاء الحكومة الآخرين الحاضرين للرد مكانه، محتفظا بهذا الدور لوزير العلاقات مع البرلمان، الطاهر خاوة، الذي يؤدي دوره المطلوب منه.وفتح تراجع الوزير الأول عن إرسال مساعده للبرلمان المجال للتأويلات، حول احتمال رفع غطاء الحكومة عنه، تمهيدا لتغييره في تعديل حكومي قادم، بينما تذكر مصادر من المجموعة أن خاوة ما كان ليسلك هذا السلوك ويخاطر بمنصبه الوزاري متحديا قيادة الحزب، لو لم يكن يحوز على دعم في جهة قوية في السلطة.ورفض أمين عام الأفالان، عمار سعداني، إعطاء موقف من هذا النزاع، مؤكدا أن القضية شأن داخلي بالكتلة، غير أن تحرك رئيس كتلة الأفالان، محمد جميعي، ضد وزير العلاقات مع البرلمان، ارتبط باستئناف سعداني لمهامه بعد فترة غياب، ما يشير إلى وجود يد له في عملية “تأديب خاوة”.ويعد التهديد بمنع دخول عضو في الحكومة إلى البرلمان، معطى جديدا في الحياة البرلمانية، وسط تساؤلات عن قدرة رئيس كتلة الأفالان على منع أعضاء آخرين في الحكومة من دخول المجلس.ولم يواجه أي من أعضاء الحكومة معاملة مماثلة كتلك التي تعرض لها وزير العلاقات مع البرلمان، رغم صدور تهديدات وترديد أقوال وأفعال ترقى لدرجة الإهانة في حق النواب، كالقول عن بعض ممثلي الشعب أن لا مستوى لهم أو ارفعوا المستوى، التي صدرت قبل أسابيع عن عضوين في الحكومة، وغيرها من أنواع الإساءات والتصرفات التي جرى التستر عليها، زيادة على رفض استقبال النواب أو عدم النزول للمجلس لرد على الأسئلة الشفوية، وتفضيل الأسئلة الكتابية.