38serv

+ -

 حين كان عمر أورتيلان يثخن بالدم في الأزمة، ويستجدي الرب تجلي السلم، كان الروائي الفاشل الذي استوزر يثخن في البلد بحبر لعين في الحياة المغربية، وعندما كان أورتيلان ورفاقه يتدثرون بكل انفجار ونازلة، كان الروائي الفاشل يتدثر تحت عباءة المخزن ويرسم الخريطة حتى الداخلة، وعندما كان الشرفاء يتجاورون مع الموت في كل زقاق ونهج، كان الروائي الفاشل يتمسح على جدران الدار البيضاء وحواري الرباط ومراكش والمتوسط.الشرفاء الذين يريد الروائي الفاشل أن يشرب نخب انكسارهم، بَنَوا الصحيفة بما لها وما عليها، بالتعب والعرق في عز الرصاص والسوط المسلط، وظلوا هنا بين أهاليهم في زمن الجمر، فاستحقوا التقدير والاحترام، والصحفيون الذين يريد الروائي الفاشل أن يُشردوا، ما غادروا المكان ولا جعلوا من الوطن فندقا يغادر حين يكون على أهبة الانهيار. وحين كانت الصحيفة تصد وترد بما استطاعت القصف القادم من القاهرة في نوفمبر 2009، وقد طال الأرض والعرض والبلد والشهداء، لم تأخذ الروائي الفاشل العزة بالبلد والشهداء، ولم يستقل من وظيفة ساعي الإعلانات التي كان يعمل عند النجيب الذي يسكن القاهرة.من يلبس حذاء أكبر منه يسقط، ومن يسرق رواية ليست له يكشفه الضوء، الروائي الفاشل يحاول أن يفعل، أعجبته اللعبة فلم يحفظ درس 13 ممن سبقوه، كلٌ حاول أن يغسل حبر “الخبر” في إناء السلطة، فلازمتهم الخيبة وكرمهم ولي المرادية بالترحيل إلى النسيان. من يقتل صحيفة فكأنما قتل الناس، والصحيفة التي - بما فيها - تسكن في قلوب الناس، قاومت للبقاء مذ أغلقت السلطة سكرها، ووزعته على فتيانها المخلصين، لا تستطيع سلطة العقل المغيب أن تغيبها من واقع الجزائر العميقة، حين تستخدم بهلوانات سياسية تُضحك العالم على البلد الذي اغتيل كبرياؤه.في الدول المحترمة وتلك التي بصدد إنجاز مشروع الانتقال الديمقراطي، لم يبق للاتصال وزير، وفي غياب العقل الرشد السياسي للسلطة، تصبح السلطة وفتيانها أشبه “بأطفال الجسور”، الذين يبحثون عن نسب، مشكلة الروائي الفاشل الذي استوزر أنه يبحث عن نسب سياسي وسقف يؤويه، وهو الأعلم أن السلطة تطعم فتيانها ليوم أو سنة، لكنها لا تدونهم في سجلاتها، ويستميت في الدفاع عن سلطة البهتان، أكثر من استماتته في الدفاع عن رواياته الفاشلة وشخوصها الغامضة، ويصنع بين كل أزمة وأزمة، مزيدا من الإحباط والبؤس واليأس من منظومة حكم تحبل في بطن وزرائها، ولا تتبنى من تنجب.في رواية دافينشي بحث عن فك شفرة، وشفرة الروائي الفاشل 14، ما يغيب عن الروائي الفاشل رقمه على لائحة المستخدمين في الوظيفة نفسها، سرك رقمك، 14 هو رقمك في المنصب نفسه مذ أصبحت لـ”الخبر” كينونة، التهم النسيان 13 منهم، وبقيت “الخبر” واقفة.14  يليق بك، الشرف لـ”الخبر”، والمجد يليق بأورتيلان وعامر وسناجقي ولعرابي وشوقي، غفران لهم في العليين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: