38serv

+ -

هناك حديث عن مساع روسية لوقف إطلاق النار في حلب، كيف تنظر إلى هذه الخطوة وما المنتظر منها؟ كل هذا كذب ودجل، وكيف لروسيا أن تسعى لوقف إطلاق النار في حلب وإيجاد حل لوقف المجازر الدموية في سوريا، وهي التي أعلنت منذ أيام أنه لا يمكنها أن تضغط على بشار في مكافحة الإرهاب، وأؤكد بأن مصلحة روسيا تتقاطع مع مصلحة إسرائيل، والهدف تدمير سوريا كليا، وأتوقع بأن لن تنتهي الحرب إلا بعد سنتين على الأقل، والأهم من هذا كله، اللقاء الذي يجري بين وزيري خارجية أمريكا والسعودية بجنيف، حتى وإن كنت أتوقع استمرار الحال على ما هو عليه، خاصة بعد ورود معلومات مؤكدة بالحشد العسكري القوي جدا من مدفعيات وآليات ودبابات، تتجه إلى حلب تضم قوات النظام والإيرانيين وحزب الله اللبناني، وجميع الشيعة، إضافة إلى المرتزقة من الأفغان، وغيرهم ممن أتوا إلى سوريا لحمل السلاح والمحاربة إلى جانب النظام مقابل حفنة من الأموال، والأهم في الأمر كله، أن الحرب السورية كشفت الأقنعة العربية وأسقطتها، وأريد أن أوضح بأن موسكو لا تريد بشار ولا شيء، وإنما تريد موطئ قدم وقاعدة بحرية وتنقيب عن النفط والغاز، ولقاء بوتين برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يكشف ويؤكد التفاهم الاسرائيلي الروسي على سوريا، والتنسيق الكامل على الكعكة السورية وتقديم الجولان لإسرائيل.أعلنت الفصائل السورية رفضها هدنة جزئية لوقف إطلاق النار، وأيّدت تعليق المفاوضات في جنيف، ما رأيك؟ لا مفاوضات دون الرجوع إلى القرار 2254، نحن متمسكون بحكم انتقالي ذو صلاحيات تنفيذية، وبشار يريد حكومة موسعة تحت سلطته، نحن نريد حكما برلمانيا وأن يكون رئيس البلاد شكليا رمزيا، وبشار يرفض ذلك، وإيران تقول إن الأسد خط أحمر، والمشكلة الآن أن غالبية المهاجرين السوريين كلهم شباب أعمارهم بين 18 و35 سنة، وهناك 300 ألف طفل يتيم بلا أب ولا أم، وتم تدمير 2140 مسجد و40 كنيسة بسوريا، ويتحدثون عن تمديد الهدنة باللاذقية وريف دمشق، نحن لا نريد ذلك، ريف دمشق ينشط به جيش الإسلام، وهنا نقرأ عملية تشويه من أجل حصار دور القوى الثورية في دمشق، وما يهمهم من اللاذقية أمن العلويين، بما يكشف عن وجود تمييز بين أطراف الشعب السوري، بينما مدينة حلب تحترق. علما بأن أغلب سكان حلب سنّة وقليل من الأرمن، ونشاهد أطفال تحت الركام وقتل مستمر للأطفال والنساء، هذه نقطة خطيرة، والنظام لا ينظر بعقلانية للمستقبل، الأسد وأنصاره هدّدونا في بداية الثورة ببقائه على السلطة أو حرق البلاد، وقد نفّذوا تهديداتهم، وهجروا 12 مليون سوري، وأحرقوا الأخضر واليابس في حلب، وبالتأكيد لن تترك الطائفة العلوية في الساحل، وبالتالي لا طريق أمامنا سوى المحاكم الجنائية الدولية لمحاسبة ومعاقبة الأسد الذي حاصر شعبه، حاصر الأطفال الرضع بالحليب وكبار السن والنساء بالدواء، ودمّر سوريا وخلق فجوة كبيرة، ونحن الذين كنا نعيش في فسيفساء متناغمة مكونة من 17 تشكيلة، بينما يحدث تغيير ديمغرافي في سوريا وإدخال الشيعة لتنفيذ المخطط الإيراني.وكيف ترى موقف الدول العربية؟ أنا صراحة أستغرب موقف الجزائر وكل الحكام العرب، فمصر تلتزم الصمت وتدعم المخابرات المصرية نظام الأسد، لتلاقيهما في نقطة معاداة جماعة الإخوان المسلمين، والمستفيد الأول من وراء كل هذا إسرائيل التي تعمل على إطالة واستمرار الحرب وتدمير الجيش السوري، الذي دمر بنسبة 75%، ولذلك ليس من مصلحة أمريكا وقف الحرب، فهي تقف وتدعم الديكتاتوريات وتدمّر بلادنا ليبيعوا أسلحتهم، وأؤكد بأن الحرب في سوريا لن تنتهي إلى أن تندلع حرب جديدة، وأتوقع بأن الحرب القادمة ستكون بين الكوريتين الشمالية والجنوبية، لأن الغرب لا يريد أن تقوم دولة ديمقراطية في العالم العربي، كانت دولة ديمقراطية وحيدة لبنان حطّموها وحوّلوها إلى حرب طائفية، مارونية وسنيّة وشيعية، والوضع سيء في العالم العربي كله ليس في سوريا فقط، والحرب على العراق كان من بين أسبابها، سعي صدام حسين لإنشاء مراكز الأبحاث العلمية سنة 2002، وفي 2003 بدأت الحرب وقتلت أمريكا المئات من العلماء، حتى نبقى مرتبطين بالغرب، ونوسّع الفجوة في الوطن العربي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات