فضيحة مسابقة توظيف الأساتذة تعكس بوضوح الهملة التي أصبحت عليها وزارة التربية الوطنية، والأمر هنا لا يتعلق بالوزيرة وحدها، بل يتعلق أساسا بمستوى أداء الحكومة وأداء من عين هذه الحكومة !أولا: الوزيرة التي تعين بناء على معرفتها وليس بناء على معارفها لا ينتظر منها غير هذا الذي يحدث في وزارة هي أساس كل عمل تنمية للبلاد.ثانيا: الوزيرة هي الأخرى عينت محيطها الذي يعمل معها بناء على المعريفة وليس المعارف، ولهذا حدث ما يحدث في القطاع من مهازل، والعملية في النهاية تعكس رداءة الإطارات التي أتت بها الوزيرة لتساعدها.ثالثا: كيف يحدث هذا في مسابقة هي محط اهتمام المجتمع كله نظرا لما سبق هذه المسابقة من توترات وجذب سياسي واجتماعي كان بالغ الأهمية عند المجتمع، ولكنه كان اللاحدث عند الوزيرة والحكومة والرئاسة، لقصور فهم هذه الهيئات للوقائع التي تحدث في البلاد.! فماذا لو استجابت الوزارة لمطالب الأساتذة المضربين؟ أليس أحسن بكثير من هذه المهزلة؟!رابعا: الخطأ فعلا فادح ويخلخل في العمق ما تبقى من ثقة في هذه الوزيرة والوزارة وقطاع التربية عموما. ولا يمكن إصلاح هذا الخطأ إلا بكنس كل من تسبب فيه بمن فيهم الوزيرة.خامسا: الوزيرة التي لم تستطع تنظيم مسابقة لتوظيف أساتذة، هل يمكن أن يطمئن إليها المجتمع في قيادة عملية تربوية كاملة، لها علاقة بمستقبل البلاد وليس أبناءنا فقط.سادسا: الانطباع الذي أعقب العملية الفضيحة عزز القول بأن المسابقة شكلية فعلا، وأن قائمة الذين سيوظفون معدة سلفا ولا علاقة لها بالمسابقة، والمعنيون سيعينون (بالمعريفة)، كما عينت الوزيرة، وكما عينت الوزيرة الإطارات التي أتت هذه الفاحشة. وليس الخطأ بحجم المهزلة ! أليس الأساتذة على حق عندما رفضوا هذه المسابقة !سابعا: أين هي خبرة الأجانب الفرنسيين الذين أتت بهم الوزيرة لرفع مستوى المدرسة الجزائرية ! وأين هم الإطارات (المعربزة) الذين يملأون الدنيا عويلا وهم يسمحون بارتكاب مثل هذه الأخطاء؟ ! هذا هو المستوى الذي تبشر به الوزيرة الناشئة؟ !أم أن الوزيرة وإطاراتها يريدون القول لنا بهذا الخطأ الفادح، هذا هو مستوى مدرستكم ومستوى أساتذتكم ومستوى بلدكم، وهذا هو مستوى رئيسكم، وهذا لا يمكن أن يصدر إلا عن الخبراء الفرنسيين !وبعد هذا ماذا أنتما فاعلان يا سلال ويا بوتفليقة، وقد حصحص الحق وباتت كفاءة الرداءة المعينة بالمعريفة !
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات