+ -

يعيش اتحاد الحراش الموسم الجاري أحد أسوأ مواسمه، منذ تأسيسه، ليس بسبب عدم تأمين بقائه في الرابطة المحترفة الأولى؛ وإنما على خلفية المعركة التي يخوضها عبد القادر مانع ومحمد العايب على رئاسة “الصفراء”، وانعكاسات النزال بين الرجلين على سمعة الفريق ومعنويات التشكيلة.يتجه الصراع بين جناحي المساهمين في شركة اتحاد الحراش، بقيادة عبد القادر مانع ومحمد العايب، إلى إثارة جدل قانوني يصعب احتواؤه قريبا حول شرعية قرار أغلبية المساهمين في تعيين العايب رئيسا للفريق خلفا لعبد القادر مانع، الذي تفاجأ في اليوم نفسه الذي استدعى فيه جمعية عامة لمجلس الإدارة بغياب أغلب الأعضاء، في خطة تكتيكية نفذها خصوم مانع بإحكام لإرغامه على الاعتراف بالأمر الواقع، مثلما هو واضح.ويبدو أن العايب لم ينس أبدا طريقة إبعاده من رئاسة الفريق، رغم أنه اعترف وقتها قبل عام بشرعية انتخاب مانع رئيسا خلفا له، وباستعداده أيضا لمساعدته، ما جعله يخطط لعودته في صمت بالتنسيق مع خصوم مانع، الذي لم يستطع كسب التأييد الذي مهد له الطريق للعودة إلى رئاسة الفريق.وازدادت متاعب مانع تزامنا مع تراجع النتائج الفنية، التي لم تخدمه، ما جعله عرضة لانتقادات واعتداءات من أنصار الفريق، وصلت درجة تعرضه في بيته إلى هجوم من العشرات من الأنصار في مشاهد كادت تخرج عن السيطرة، لولا تفطن رجال الأمن، ووجد مانع نفسه يدفع ثمن تراجع النتائج لوحده وكأنه هو المدرب. في حين وجد المسؤول الرسمي على العارضة الفنية بوعلام شارف، الذي تدفع الإدارة أجرته، ليس معنيا بتحمّل مسؤولية النتائج، وأيضا في مأمن من الانتقادات، وتحوّل شارف إلى لاعب أساسي في الحلبة. ولم يخف شارف أبدا عداءه لمانع، مطالبا بإبعاده مقابل الموافقة على العودة إلى العارضة الفنية، وعاش مانع أصعب فترات تسييره في الأسابيع الأخيرة، ما اضطره إلى الإعلان عن استقالته ثم التراجع عنها، واستغل خصومه تنقله إلى فرنسا للعلاج لتحريض اللاعبين على نشر الغسيل أمام الرأي العام بتنظيمهم ندوة صحفية بملعب أول نوفمبر بالمحمدية، بإيعاز أيضا من شارف. ولم يخف اللاعبون المتاعب المالية للفريق وتأخر تسوية مستحقاتهم، مطالبين بإبعاد مانع من رئاسة الفريق تحضيرا لعودة العايب، الذي تربطه علاقة ودية مع المدرب شارف وعدد كبير من اللاعبين في ظرف تحول الأنصار إلى أداة ضغط خطيرة على الفريق. فبعدما هاجموا مقر بيت مانع في براقي، ضايقوا أكثر من مرة اللاعبين، وتوعدوهم في حال الإخفاقات، كما هاجم البعض منهم مقر النادي وسط الحراش وخربوا لوازمه قبل أيام، تزامنا مع موافقة رئيس بلدية الحراش على استقبال عدد منهم لتهدئتهم.ومع ذلك، استمر النحس الذي عجز الفريق عن طرده، في وقت لم يطمئن الفريق على مستقبله في الرابطة المحترفة الأولى، في غاب المدرب الذي يتصرف وكأنه يملك صلاحيات تغيير رئيس الفريق.وفي خضم تسارع الأحداث، سحبت الثقة من مانع في وقت حساس، ولم يعترف المعني بالقرار، مثلما لم يعترف بانتخاب العايب رئيسا جديدا، وهو الانتخاب الذي قام عدد كبير من الأنصار بتحيته أملا في تمكن العايب من إنقاذ الفريق من مشاكله المتكررة.العايب “انتخابي رئيسا تم بطريقة شرعية”في تصريح مقتضب، قال محمد العايب إنه أصبح الرئيس الشرعي لاتحاد الحراش، بعدما تم انتخابه من أغلب المساهمين، في جمعية عامة وصفها بالشرعية.وقال المتحدث لـ “الخبر”، إنه تم الاستجابة لكل القواعد والإجراءات القانونية في استدعاء جمعية عامة 15 يوما قبل عقدها، وكأنه يريد أن يقول إنه لم يسرق رئاسة الفريق من مانع.وقال إن مانع فقد تأييد المساهمين، مشيرا إلى أن مساهما واحدا فقط ما يزال يؤيده، مشيرا إلى أن انتخابه جاء بواسطة ثمانية أعضاء منحوه الثقة لرئاسة الفريق. وأعطى العايب الانطباع، في حديثه، أن اتحاد الحراش عرف تسييرا فوضويا في فترة رئاسة مانع، واعدا ببذل قصارى جهده لإعادة “الصفراء” إلى الواجهة.مانع “سأرفع دعوى قضائية”في رد فعل له، هدد عبد القادر مانع برفع دعوى قضائية لفرض شرعية رئاسته للفريق، معبّرا عن رفضه الاعتراف بانتخاب محمد العايب رئيسا خلفا له. وتفاجأ مانع، الذي يبدو أنه أصبح في موقع ضعف، بالطريقة التي تم بها انتخاب العايب رئيسا، وقال إنه ما يزال الرئيس الشرعي للفريق ولن يفرط في منصبه، طاعنا في شرعية الجمعية العامة التي شهدت عودة العايب إلى رئاسة الفريق.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات