لم تكتف أستاذة التكوين المهني بوطبة الزهرة بدورها كمكونة في تخصص الصناعات التقليدية، بل دفعها حبها للمهنة إلى توسيع نشاطها وبصفة تطوعية إلى اقتحام مراكز إعادة التربية وتلقين النزيلات دروسا، في محاولة منها لكسب مهنة تعيد إدماجهن في المجتمع.عن هذه التجربة تقول الزهرة، إن بدايتها كانت منذ أزيد من خمسة عشر سنة عندما استقبلت بمركز التكوين المهني مجموعة من الذكور لمنحهم دروسا في بعض التخصصات، فاكتشفت إرادتهم القوية في التعلم وبصورة أفضل من أولئك الذين يتمتعون بالحرية.وفي 2003 أرادت تعميم التجربة على النزيلات، فخصّصت لهن يومين في الأسبوع. وفي هذا الصدد، تقول إنها وجدت استجابة كبيرة وتأقلمن معها وأصبحت هذه الدروس بمثابة المتنفّس لهن، حيث يحرصن على عدم التفريط فيها.وبرأيها، فإن الهدف هو تمكينهن من كسب مهنة وحرفة تساعدهن على كسب القوت في حال الخروج من السجن، إضافة إلى ذلك تحرص هذه السيدة على التعريف بمختلف الصناعات التقليدية خاصة الأكلات الشعبية التي تشتهر بها منطقة بسكرة، كالشخشوخة والمحجوبة وغيرها، إضافة إلى الخياطة والطرز والألبسة، من خلال تمثيل ولاية بسكرة في مختلف الصالونات والمعارض التي تقام محليا وفي شتى المناطق. تقول محدثتنا، إنها شاركت في الأسابيع الثقافية في جميع ولايات الوطن وتظاهرة “أكل بلادي” بالعاصمة، مضيفة الأهم هو إحياء تراث المنطقة والمساهمة في بعث كل ما هو تقليدي والمحافظة عليه، لأن هذه الأشياء مهددة بالزوال لعدة عوامل.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات