38serv
لم تكن المعلمة بن موسى حورية، 60 سنة، بعد تسع سنوات من إصابتها بشلل، ألزمها كرسيا متحركا، تتوقع أن يطرق بابها عدد من زملائها في القطاع رفقة تلاميذ لها هم حاليا طلبة جامعيون، لدعوتها لحضور حفل تكريم أقيم خصيصا على شرفها.استطاعت “جمعية حنان للطفولة المسعفة” أن تجمع عينات من تلاميذ هذه المعلمة التي توصف بـ “المعلمة القديرة والمخلصة”، التي قضت 30 سنة كاملة في قطاع التعليم، قبل أن تتوقف سنة 2007، بعد إصابتها بشلل. ومنذ تلك الفترة كانت تحظى بزيارات من زملاء لها، قبل أن تقرر هذه الجمعية رفقة تلاميذ لها في مقدمتهم برغيوة زكريا، وفدفاد محمد سامي، ووليد ولد بومدين، تنظيم حفل خاص لهذه المعلمة التي يشار إليها بالبنان والكفاءة في مجال تدريس الطلبة وتربيتهم بأساليب علمية وبيداغوجية قل نظيرها.وعرف الحفل الذي احتضنه مقر ديوان الشباب بعاصمة الولاية، وغاب عنه المسؤولون الرسميون، وفي في مقدمتهم مسؤولو قطاع التربية، توافد العشرات من أولياء التلاميذ الذين درس أبناؤهم عندها، إلى جانب العشرات من زملائها في التدريس، الذين تناوبوا على مدحها والثناء والاعتراف بجميل هذه المعلمة، وبلغ درجة اعتراف إحدى المعلمات قائلة إنها كانت سببا لها في الحفاظ على علاقتها الزوجية وعدم طلاقها، حيث علق زملاؤها بالقول إن المعلمة حورية كانت بمنزلة المستشارة لهم اجتماعيا ومهنيا، وهو ما جعل زميلين لها ينشدان شعرا لها.وتفاجأت السيدة حورية، كما تفاجأ الحضور، بمقطع فيلم صغير أعدته تلميذة لها، هي الآن معلمة، سردت فيه بسيناريو رائع ومؤثر موقفا نفسيا محرجا مرت به، وهذا حينما تعرضت لاعتداء على مستوى الوجه، في اليوم الأول من التحاقها بمقاعد الدراسة، وهو ما أدخلها في أزمة نفسية جعلتها تصاب بعقدة من الدراسة، إلا أن المرافقة النفسية للسيدة حورية جعلها تستعيد ثقتها وتتحول إلى أنجب التلاميذ.وشكل هذا المستوى العالي من التعامل النفسي مع التلاميذ إلى درجة تحوّلت فيها هذه المعلمة إلى الأم الثانية لهؤلاء التلاميذ، وهو ما اعترف به التلميذ زكريا الذي قال إنه كان يسرد لها أدق التفاصيل عن يوميات عائلته. أما وليد، فاعترف أن أبويه كانا يهددانه بإطلاع المعلمة حورية عن تصرفاته المشينة، وهو ما كان يفرض عليه حالة انضباط صارمة داخل المنزل. أما زميله محمد سامي فدفاد، فذكّر الجميع بموقف عاشه رفقة زملائه حين قرروا الدخول في إضراب عن الدراسة بعد أن قررت إدارة المؤسسة تغيير المعلمة حورية، يوم كان قطاع التربية لا يعرف مصطلحا اسمه الإضراب.من جهتها، عبّرت السيدة حورية في تصريح لـ “الخبر” عن امتنانها لهذا التكريم، وارتياح ضميرها لما حققته من إنجازات، معتبرة أن سبب ذلك هو عشقها لهذه المهنة وإخلاصها لها، وهو نصحت به نظراءها في القطاع.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات