أي دور مطلوب من الجزائر في الأزمة السورية!

38serv

+ -

 بخلاف ما ذهبت إليه التحاليل والقراءات السياسية بشأن الزيارة التي قام بها الوزير المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية والجامعة العربية، عبد القادر مساهل، كشفت تقارير متطابقة أن الجزائر كانت، خلال هذه الزيارة، تنقل رسائل سياسية دولية وتلعب دور مسهل للمساعدة على حلحلة الأزمة السورية ودعوة النظام السوري لتقديم خطوات ايجابية بشأن ذلك.كشفت تقارير ومعلومات ذات صلة بزيارة الوزير عبد القادر مساهل إلى سوريا، أن الزيارة لم تكن ردا سياسيا على بيان مجلس التعاون الخليجي الذي يدعم الطروحات المغربية بشأن قضية الصحراء الغربية، ولا علاقة لها بالتطورات المتصلة بحرب المواقف بين الجزائر والمملكة العربية السعودية. وكشفت هذه التقارير أن زيارة مساهل إلى سوريا كان مقررا أن تتم في نفس سياق زيارته إلى ليبيا التي تمت الأربعاء قبل الماضي 20 أفريل، وأنها كانت مبرمجة قبيل صدور بيان مجلس التعاون الخليجي الذي صدر في اليوم نفسه.وأفادت التقارير بأن الزيارة لها سياقات دولية، ترتبط بسعي أطراف فاعلة في المجتمع الدولي على صلة بمساعي حل الأزمة السورية، لطلب مساعدة من الجزائر ودفعها للعب دور مسهل، لمخاطبة النظام السوري بشأن دعوته إلى التعاطي الإيجابي مع مفاوضات جنيف وتقديم تنازلات سياسية تسهم في التوصل إلى توافقات سورية سورية في جولة المفاوضات المقبلة المقررة في العاشر ماي المقبل، وكذا حثه على الإقدام على خطوات من شأنها أن توفر مناخا سياسيا للتوافق السوري السوري وتجنب سوريا خططا للتقسيم.وبرأي هذه التقارير، فإن الأطراف الدولية الفاعلة في المشهد السوري، تكون قد وجدت في الدبلوماسية الجزائرية الجهة التي تحظى بالقبول السياسي لدى النظام السوري، والقادرة على مخاطبته ودفعه إلى التعاطي بشكل إيجابي مع المقترحات الدولية، باعتبار المواقف السياسية والدبلوماسية التي اتخذتها الجزائر إزاء سوريا، والتي تسمح لها بأن تكون جهة خطاب وناقلة رسائل سياسية، خاصة أن أطرافا سياسية أخرى كإيران وموسكو لا يمكن أن تقوم بدور كهذا، باعتبار أنها قوى طرف في المفاوضات ومتماشية مع مواقف النظام السوري وداعمة له على الأرض.وتعزز هذه التقارير تصريحات الوزير مساهل نفسه في دمشق، حيث ركز على مسألة الحوار والمصالحة الوطنية التي انتهجتها الجزائر كخيار لحل أزمتها الداخلية في التسعينات، ورد بشأن الخلافات الجزائرية السعودية أن الأخيرة بلد شريك وعلاقاتها مع الجزائر متميزة. في نفي ضمني إلى أن زيارته إلى دمشق، كأول زيارة لمسؤول عربي إلى سوريا منذ عام 2011، ليست موجهة ضد الموقف السعودي والخليجي بعد تبنيه موقفا داعما للمغرب في قضية الصحراء الغربية. ويفيد ذلك بأن الدبلوماسية الجزائرية مازالت متمسكة “بالعقل البارد” الذي تعودت اعتماده في التعاطي مع التطورات ذات الصلة بمواقفها، وأبعد ما تكون على التسرع في الرد على موقف كتلة من الدول الخليجية بزيارة إلى دمشق، لا تغير من واقع الأمر شيئا، ناهيك عن أن ذلك يتناقض مع مسعى الجزائر لحلحلة خلافاتها مع السعودية، بعد إيفاد الرئيس بوتفليقة مستشاره الخاص، الطيب بلعيز، قبل أسبوعين، وتوجيه دعوة إلى الملك سلمان لزيارة الجزائر.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات