طرافة الخبر الذي نشر حول هروب بارون المخدرات من سجن الحراش، لا يوجد أطرف منه سوى خبر “الجزائر سيدة في اختيار الدولة التي تعالج فيها رئيسها”! والذي قاله رئيس الحزب (السيد) عمار غول!السيادة في مفهوم غول ليست في بناء مستشفيات قادرة على علاج الرئيس وغير الرئيس في أرض الوطن.. بل السيادة هي القدرة على اتخاذ القرار في تنويع حق الجزائر في اختيار الدولة التي تعالج فيها رئيسها! ولست أدري هل السيادة نفسها هي التي مريضة من خلال مرض وزرائها، أم الرئيس هو المريض؟!كدت أن أبتلع غصة ما قالته وزارة العدل من أن بارون المخدرات استطاع الهرب من أكبر سجن محصن في البلاد، لأنه رشى أجهزة أمن السجن بما يزيد عن 5 ملايير، ولهذا قامت وزارة العدل بإنهاء مهام المدير وأعوانه!والحقيقة أن هذا البارون المخدراتي “سفيه” وينبغي الحجر عليه لأنه يبذر أمواله.. فالـ5 ملايير التي قدمها رشوة لهربه كان بإمكانه أن يشتري بها سجن الحراش بكامله ويحوله إلى مصنع لإدارة أعماله في مجال المخدرات بعيدا عن كل شبهة!الطريف أيضا أن مصالح الأمن التي تعلّم الأمريكان والفرنسيين كيف يحاربون الجريمة المنظمة، هذه المصالح لم تتوصل بعد إلى البارون الهارب! ربما يكون هذا البارون قد استنجد بالزوايا واختبأ بها... أو ربما اختفى عند إقامة من إقامات الرئاسة.. في انتظار أن تساعده الرئاسة في إعادة فتح ملفه من جديد، والذي يكون جهاز “الدياراس” المقبور قد فبركه له هو الآخر!كدت أن أفطن من صدمة ما قاله غول وما قالته وزارة العدل حول البارون الهارب، حتى جاءتني صدمة ثالثة عبر خبر في إحدى قنوات الإذاعة الحكومية.. ويقول الخبر إن الوزير الأول سلال زار موسكو واستقبله نائب وزير الخارجية الروسي..! وحمدت الله على أنه لم يستقبل من طرف عاملة النظافة في الكريملن! وتذكرت كيف استقبل الوزير الأول ذات يوم في فرنسا من طرف مسؤول فرنسي وهو بلباس رياضي؟!هذه هي السيادة التي يتحدث عنها غول...! وهذه هي الكرامة التي يتحدث عنها أشباه رجال الدولة في الجزائر؟! كرامة انتصار البارون على وزراء الطاعون السياسي؟!في الخمسينيات عندما كنا ثورة زار المرحوم بن طوبال موسكو، واستقبله رئيس الحكومة آنذاك كوسغين، وطلب المرحوم بن طوبال من السوفيات إعطاء الثورة الجزائرية نوعا من السلاح لا يسمح الروس بإعطائه خارج المعسكر السوفياتي... رفض كوسغين الطلب.. فغضب سي لخضر الثائر وقال لكوسغين.. سأخبر الشعب الجزائري بأنكم رفضتم مساعدته، فغضب كوسغين وقال لبن طوبال: أنسيت أنك تتحدث مع رئيس قوة عظمى.. فقال له بن طوبال: أنا لم أخطئ في ركوب الطائرة التي حملتني إلى عاصمة القوة العظمى! هكذا كنا، وهكذا أصبحنا مع هذه السلطة التي تفرح بحقها السيادي في اختيار من يعالج رئيسها!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات