+ -

تقرع طبول الحرب في الصحراء الغربية كما لم تقرع قبل ربع قرن، فكبار القادة العسكريين في جبهة البوليساريو أصبحوا أكثر قناعة بضرورة العودة إلى الكفاح المسلح، بعدما وافقوا على وقف إطلاق النار في 1991 على مضض، وجاءت المناورات العسكرية التي نظمها الجيش الصحراوي يوم في 23 أفريل الماضي لتوجه رسائل تحذير للمغرب والمجتمع الدولي قبيل اجتماع مجلس الأمن، أن الشعب الصحراوي بدأ صبره ينفد، وأن “أسباب الحرب بدأت تُفرض علينا، وسنذهب إلى حرب مجهولة العواقب قد تمتد لعامين أو خمس أو 10 سنوات”، حسب تصريحات وزير الدفاع السابق، محمد الأمين بوهالي. أكد الوزير الأول الصحراوي، عبد القادر طالب عمر، لممثلي بعثة الأمم المتحدة المكلفة بتنظيم الاستفتاء (المينورسو)، الذين حضروا لمراقبة المناورات العسكرية في منطقة أغوينت، في أقصى جنوب أراضي الصحراء الغربية المحررة أن الصحراويين “دعاة سلام وليسوا دعاة حرب”، وأضاف “نناضل من أجل أن تكون الأمم محترمة، وقراراتها محترمة وليس أن يطرد بعثاتها أيا كان”، في إشارة إلى طرد المغرب للمكوّن المدني لبعثة المينورسو، في سابقة هي الأولى قد تكون بداية لطرد البعثات المدنية والعسكرية في بعض البلدان التي تشهد نزاعات.الصحراويون يزاوجون بين تكتيكات الجيوش الحديثة وحرب العصاباتحضرت “الخبر” المناورات العسكرية التي قامت بها وحدات عسكرية من النواحي العسكرية الأولى والثالثة والسابعة في منطقة أغوينت (1050 كيلومتر جنوب غربي الحدود الجزائرية وبالقرب من الحدود الموريتانيـة)، بحضور الوزير الأول، عبد القادر طالب عمر، وقائد الأركان الحبيب البلال، حيث حاكت المناورات أسلوب حرب حقيقية يتم فيها الهجوم على مركز للعدو المغربي خلف الجدار الرملي (الربط).واعتمدت المناورات على قصف مواقع العدو بالمدفعية طويلة المدى، لتسهيل تسلل قوات الهندسة التي قامت بإزالة الألغام وفتحت ثغرة في الجدار الأمني، الذي وضعه المغرب بمساعدة إسرائيلية وفرنسية لفصل المناطق المحتلة والمناطق الصحراوية المحررة، وبعدها تتقدم حاملات الجند المدرعة لاقتحام مراكز العدو وتدميرها تحت تغطية قوات الدفاع الجوي المزودة برشاشات مضادة للطيران، لتحييد طائرات العدو في المعركة ومنعها من استهداف القوات المهاجمة. بعد الانتهاء من تدمير مركز العدو بنجاح، قامت قوات الجيش الصحراوي بالانسحاب وفق تكتيك دقيق، يبدأ بانسحاب حاملات الجند المجهزة، تحت غطاء مدفعي وحماية قوات الدفاع الجوي، وبعدها تنسحب السيارات المسلحة سريعة الحركة والمناورة مع استمرار قصف المدافع بعيدة المدى. وتشير هذه التقنية في القتال إلى أن الجيش الصحراوي أصبح يمتلك خططا وتقنيات الجيوش الحديثة، بالنظر إلى اعتماده على خطط عسكرية وتشكيلات قتالية منظمة وأسلحة ثقيلة ومضادات أرضية، لكنه في المقابل حافظ على أسلوب حرب العاصبات الذي يعتمد على الكر والفر والهجوم السريع والانسحاب المنظم، مع عدم تثبيت الأرض والسيطرة عليها لتفادي وقوع خسائر كبيرة في صفوف قواته، ما يعني أن الجيش الصحراوي ينوي خوض حرب طويلة الأمد ضد الجيش المغربي إن اندلعت، ومعروف أن حرب العصابات التي خاضها الجيش الصحراوي ضد المغرب وموريتانيا من 1975 إلى 1991 سمحت بطرد الاحتلال الموريتاني من النصف الجنوبي للصحراء الغربية، قبل أن يعيد المغرب احتلاله، لكن الصحراويين تمكنوا من تحرير ثلث الأراضي الصحراوية من تفاريتي شمالا إلى شبه جزيرة القوارة على المحيط الأطلسي جنوبا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات