23 فنانا شابا يعرضون أعمالهم في "سوق الفلاح"

38serv

+ -

 نفض، 23 فنانا شابا، بداية الأسبوع، الغبار على مبنى سوق الفلاح القديم “لاري فولتا” بالجزائر العاصمة، وقاموا بتحويله إلى معرض جميل يزهو بالألوان واللوحات والصور التي تحكي قصصا من الجزائر العميقة، بمبادرة مستقلة حرة، دون دعم من وزارة الثقافة.جاءت فكرة إنجاز المعرض الذي يحمل عنوان “مواد فنية عامة” من اقتراح ثلاثة أصدقاء فنانين مستقلين، فكّروا في تحويل مبنى سوق الفلاح إلى معرض كبير، مدفوعين برغبة كسر الحواجز البيروقراطية، بحثا عن فضاء حر لا تقيّده قوانين وزارة الثقافة ولا دعمها المالي، لهذا وقع الاختيار على سوق الفلاح القديم بوسط العاصمة بعد أن تواصلوا مع مالك المبنى الذي رحّب بالفكرة، وقد انطلق هؤلاء الشباب في رسم وتصميم لوحاتهم الفنية من وحي الواقع، لنجدهم يتحدثون عن الاقتصاد بوجهة نظر مختلفة، ويقرأون عناوين الأخبار الأخيرة التي تشير إلى أن الجزائر تتجه إلى “المديونية”، كما عنونت الصحف أمس، “الأفامي يحذّر الجزائر؟”، هذا العنوان وغيرها من الأخبار نجد لها قراءة مختلفة وعميقة ومداعبة فنية يقدمها العارضون الشباب، في شكل صورة أو تصميم ساخر، تم تصميمها بإمكانيات بسيطة ولكن بمعنى عميق.تعتبر المبادرة المستقلة، الأولى من نوعها في الجزائر، وهي تقدّم معرضا فنيا، يحلل الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الجزائري، من خلال وجهة نظر 23 فنانا شابا، التقوا على حب الإبداع والفن، حيث شق المشاركون طرقهم نحو تحويل مبنى سوق الفلاح القديم المهجور إلى فضاء يتنفّس الألوان ويصنع لوحات إبداعية تجريبية فريدة من نوعها. في هذا الفضاء، نجد الكثير من الألوان والكثير من الأمل، ونجد أيضا الكثير من القصص، ليس فقط على جدران السوق ولوحاته الفنية، بل أيضا في ثنايا حكاية بداية لقاء الفنانين الـ23، وقصة رحيلهم نحو مبنى “سوق الفلاح القديم”، كما هي حكاية الطالبة الفنانة صبرينة بن دالي التي اختارت المشاركة في المعرض، بمشروع تخرجها من كلية الفنون الجميلة، لتصف واقعا تلامسه كل يوم في شوارع العاصمة، وتلتقي به في أعين المارة، والمهتمون بمتاعب الحياة اليومية.قدم المشاركون من مدرسة الفنون الجميلة بالجزائر وعدة ولايات أخرى، ومنهم من جاء يحمل معه فقط موهبته، عصامي التكوين وعالمي الإبداع، بلا حدود، حيث كانت البداية الأولى بفكرة صغيرة تحولت إلى حدث هام، يطمح في الاستمرارية، كما يقول مراد كرناح، محافظ المعرض لأول مرة يجتمعون في فضاء مفتوح بحجم سوق الفلاح، وكان الهدف حسب محافظ التظاهرة هو “كيفية التعامل مع فضاء كبير وتحويله إلى لوحة كبيرة جميلة”.بالنسبة لزوار هذا الحدث الفني هم أيضا فنانين وعشاق الحرية، ورغم زحمة شارع ديدوش مراد وفوضى انشغالات الحياة اليومية، إلا أن يوم الافتتاح عرف إقبالا من الزوار، ولم يكن “سوق الفلاح” معرضا للبيع، ولكنه حمل بريقا من نوع آخر، “إنه البحث عن الحرية والتجدد في الأفكار، يمكن القول المحافظ عن معرض “مواد فنية عامة”، الذي كان بمثابة نافذة تطل على أفكار الشباب الجديدة والحديثة التي تبحث عن مواكبة العصر ولا تتقيّد بالنمطية، وعنوانها الأساسي هو الخروج من عباءة الوزارة وعدم الاتكال وانتظار التفاتها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات