اهتمام الجزائريين بحالة الرئيس الصحية أصبحت في السنوات الأخيرة أهم من الاهتمام بانجازاته! حتى أن برنامج الرئيس الذي انتخب على أساسه أو عيّنوه على أساسه، لم يعد محل حديث الناس؟! هل طبّق الرئيس ورجال الرئيس ما وعد به أم لا؟! بل أصبح الحديث يدور فقط حول: هل الرئيس ما يزال بحالة صحية تسمع له بأن يمارس الحكم.. أم لا؟! أما الحديث عن البرنامج السياسي الاقتصادي الذي انتخب على أساسه، فلا حديث عنه!1- الرئيس وعد بتعديل الدستور وعدّله.. ولكنه لم يبد أي نية في تطبيق بنود هذا الدستور (على هزاله)، فقد ذكر الدستور أنه لا يجوز استغلال الدين لأغراض سياسية.. لأن الدين هو دين الدولة.. لكن جماعة الرئيس تخرق دستور الرئيس حين تدفع بشكيب خليل، رجل الرئيس، إلى استغلال الزوايا والمساجد في التلميع السياسي لشكيب خليل؟!2- برنامج الرئيس الاقتصادي بني على إطلاق عدة مشاريع عملاقة في النقل والطرقات والمطارات وسكة الحديد.. لكن شح الموارد المالية جعل الحكومة تحذف هذه المشاريع.. ولكن دون تقديم حساب للشعب الذي انتخب الرئيس على أساس هذه المشاريع؟!الحكومة تغيّر برنامج الرئيس، سواء بإذن الرئيس أو من دون إذنه.. لكن في الحالتين، دون العودة إلى الشعب.. لأن الشعب هو آخر من يستشار في مثل هذه الأمور! وهذه أيضا من الأمور التي تعد خرقا للدستور قبل أن يجف حبره.3- لهذا أصبح أمر صحة الرئيس هو البرنامج الرئاسي الأكثر رواجا في الوقت الحالي.. بل حتى السياسة الخارجية والدبلوماسية الجزائرية أصبحت تبنى وقائعها على موقف الدول من حكاية الاعتراف بصحة الرئيس واحترام قيادته للبلاد من غرفة الإنعاش؟! والمثال الحي على ذلك هو موقف الحكومة الجزائرية من الحكومة الفرنسية مؤخرا.. فعندما كانت الحكومة الفرنسية تقدم شهادة الزور حول صحة الرئيس، وتقول إنه بخير.. وهي تعرف بالتدقيق أن الأمر كان خلاف ذلك.. كانت الحكومة الجزائرية تقابل ذلك بالحديث عن التعاون الاستراتيجي بين فرنسا والجزائر.. لكن عندما قال حكام فرنسا إن وضع الرئيس الجزائري صحيا ليس على ما يرام، أعلنت الحرب الجزائرية الدبلوماسية والاقتصادية ضد فرنسا.. وعادت علاقات الجزائر بفرنسا إلى 1830 أو 1962.. حتى أن الرئيس استبدل سرير المرض الفرنسي بسرير المرض السويسري؟!والحق يقال: إن الجزائر هي المريضة كأمة وليس الرئيس.. لأن الأمة التي تقبل أن تكون سياستها الداخلية والخارجية مبنية على الموقف من الرئيس المريض أنه هذا وضعها، فإنها هي المريضة وليس الرئيس.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات