أستسمح قرّاء هذا العمود، كما أستسمح كاتبه الأستاذ سعد بوعقبة في هذه العجالة، راجيا أن يتقبّل مني نقطة نظام داخل نقطة نظام.. أرى أنها ستساهم في رفع الغبن عن الكثير من المواطنين، لاسيما منهم ضحايا إرهاب الطرقات وذويهم.فالمسؤولية في هذه الظاهرة تتحمّلها السلطات العمومية بالدرجة الأولى، حيث كان على هذه الأخيرة أن تنقل إلينا يوميا صورة هذه الحوادث الأليمة والمميتة يوميا (أكثر من 700 قتيل وآلاف المعطوبين خلال 3 أشهر؛ أي بمعدل 8 وفيات يوميا وبمعدل 15 قتيلا عن كل ولاية في الفترة نفسها)، في بداية نشرة الثامنة، قبل عرض صور ورسائل فخامته، كما تفعل الدولة المتطورة في أوروبا وغيرها.. وتسمية الأسماء بمسمياتها.فعندما يكون السائق مسؤولا عن إزهاق أرواح المواطنين، فإن المسؤولية تكون عندئذ مسؤولية شخصية واجتماعية وأخلاقية.. وعندما تكون المركبة سبب الحادث، تكون المسؤولية متقاسمة بين وكلاء السيارات والوزارة التي منحتهم الاعتماد، ومصالح المناجم التي رخّصت لهذه المركبة بالسير.. كما قد تكون المسؤولية بسبب المنشآت؛ من عيوب في الطرقات أو نقص في الإشارات، فتتحمّلها وزارتا الداخلية والجماعات المحلية والأشغال العمومية، وقد تكون أيضا الجهات المسؤولة عن السلامة المرورية من جهازي أمن الشرطة والدرك الوطنيين؛ لتساهلهما في فض وتسيير السلامة المرورية وغياب الردع.. والشيء نفسه ينطبق على حالات خطف وقتل الأطفال.وأختم بالقول إنه على الرغم من تزايد عدد قتلى الطرقات وقتل للأطفال واختطافهم، فإن عدد سكان الجزائر تجاوز الأربعين مليون نسمة، حسب آخر الإحصائيات.. فاسمح لي أن أطرح هذا السؤال البريء براءة الذي صوّر فخامته مع فالس: لماذا يقدم هذا الإحصاء للسكان على بعد شهور معدودة من الانتخابات، وهل سيشارك ضحايا إرهاب الطرقات (رحمة الله عليهم) في هذه الانتخاباتǃ؟* أحد ضحايا نشرة الثامنة❊ يحدث هذا في الجزائر؛ لأن جهاز الشرطة في البلاد تخلى عن مهامه الأساسية.. فمكافحة المخدرات أصبحت من صلاحيات الجيش وليس الشرطة.. والمواطنون أصبحوا يتقاتلون في الشوارع بالسيوف والقنابل المسيّلة للدماء والدموع لغياب الشرطة.. والشرطة أصبحت تهتم فقط بمشاكل سوء التسيير في قمع الاحتجاجات حول سوء توزيع السكن وقمع الأساتذة في الجامعات والثانويات.. وتحرس الشرطة كما يجب حفلات ماجدة الرومي ومقابلات كرة القدمǃ بل وحتى مهمة البناء الفوضوي أصبحت من اختصاص شرطة العمرانǃوأطرف من هذا؛ أن الشرطة بعد أن عقدت صفقة مع بن غبريت تخص صيانة الأمن بالمدارس.. هاهي الشرطة تقوم بالتعاون مع ديوان حماية الحقوق للمؤلفين المخترعين بقمع الفساد في الأوساط الفنية والعلمية.. الشرطة أيضا هي التي تنظم المؤتمرات للأحزاب الكبرى.. وهي التي تشرف على التصحيحات والشرطة هي التي تسيّر الإعلام الحكومي والخاص.. لهذا ستبقى أنت يا مواطن ضحية لنشرة الثامنة على كل القنوات.. هذا إذا نجوت من حوادث المرور؟ǃ[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات