أكد الدكتور محمد لمداني، أستاذ مساعد اختصاصي في أمراض الربو والحساسية بمصلحة أمراض الصدر والحساسية بمستشفى إسعد حساني الجامعي ببني مسوس، أن للوراثة دورا مهما في الإصابة بأمراض الحساسية، موضحا أن 50 بالمائة من حالات الأطفال المصابين بهذه الأمراض هي حالات صغار لآباء مصابين بالداء ذاته.وأضاف محدثنا قائلا إنهم باتوا يسجلون حالات كثيرة وسط من يفدون المصلحة يشتكون من أمراض الحساسية، موضحا أن التلوث البيئي والمنزلي يزيد من تفاقمها، ليصف محتويات المنازل بفخاخ للغبار خاصة بالنسبة للأطفال، مثل السجاد المتواجد بغرف الأطفال وكذا بعض الألعاب المحشوة التي ينبعث منها الغبار الذي يكون بدوره مصدرا للحساسية، ليوضح أن الحساسية ترافق صاحبها منذ الصغر وأن 70 بالمائة ممن يشتكون من داء الربو يعانون من حساسية لم يعالجوها وتطورت مع مرور السنوات. أما عن أعراض الحساسية، فيقول لمداني إنها ممثلة في سيلان الأنف وانسداده، مع تهيج والتهاب على مستوى العين، وهو ما ينعكس سلبا على صحة المصاب خاصة الأطفال، حيث تعيقهم تلك الأعراض عن التمتع بنوم جيد، ما يؤثر بدوره على تعليمهم بمفعول عدم التركيز أثناء الدروس.وعن أنواع الحساسية التي تصيب الشخص، أشار الاختصاصي ذاته إلى أنهم يتعمدون إجراء اختبارات مصحوبة بأسئلة شفوية يجيب عنها المصاب أو أبواه إن كان صغيرا، يتوصلون بعدها لتحديد نوعية الحساسية إن كانت دائمة أو فصلية مثل التي تصاحب فصل الربيع، لتعطى للمصاب أدوية وعلاجات مضادة للحساسية تمكّنهم من العيش دون مضاعفات صحية.ويظهر أن بعض المهن مصدر رئيسي للحساسية، فالخبّاز والنجار وعامل المكتبة أو حافظ الأرشيف كلها مهن تسبب الحساسية، منها ما يكون بسبب الغبار مثل الذي يعمل في الأرشيف أو بقايا النجارة أو الدقيق والمحسّنات التي يستعملها الخباز في تحضير الخبز، هؤلاء، يقول لمداني، “غالبا ما ننصحهم بعد الكشف عليهم بتغيير العمل إن أمكن ذلك أو على الأقل حماية أنفسهم”. أما عن العلاج فيتمثل عادة في مضادات الحساسية التي تعطى للمرضى ليلا كونها منوّمة، والأدوية الموجهة لعلاج الالتهابات “التهاب الأنف” التي تعطى للفترة النهارية والتي من شأنها أن تخفف من أعراض الحساسية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات