38serv

+ -

أسلحة بيضاء بمختلف أنواعها، عجلات مطاطية ملتهبة، “سينيال”، “مولوتوف” وكلاب مدربة، جرحى وسيارات إسعاف.. هي مشاهد أصبحت مألوفة في الكثير من أحيائنا في السنوات الأخيرة، أبطالها شباب أطلقوا العنان لعنفهم لأسباب بسيطة، مثل خلاف حول ركن السيارات أو مناوشات تافهة، وتكون مصالح الأمن آخر من يطرق “المتعاركون” بابها لإنهاء المعركة وإجلاء الجرحى وتوقيف الفاعلين.زارت “الخبر”، أمس، حي بن حمزة 2 بحمادي في بومرداس، يومين بعد الحادث، ونقلت شهادات السكان الذين أمضوا ليلة بيضاء عايشوا فيها كابوسا حقيقيا جراء معركة دامت عدة ساعات استعمل فيها جميع أنواع الأسلحة البيضاء والألعاب النارية المحظورة، كان سببها نزاع بين جارين بسبب سرقة سيارة.للوهلة الأولى لدى دخولنا الحي التقينا بالسيد بوشيخ رمضان، وهو أحد السكان الذين كانوا طرفا في النزاع، وجدنا على عينه اليمنى ضمادة بسبب الاعتداء عليه من طرف أحد أفراد العصابة التي هاجمت الحي، ووقفنا على شظايا النيران التي خلفتها المعركة، وبقايا الزجاج الذي تم تكسيره.العصابة أفسدت فرحة عرس يروي السيد رمضان حيثيات الحادث قائلا: “الشرارة اشتعلت ليلة الخميس الماضي في الساعة الواحدة صباحا، عندما حاول شاب يقطن في الحي سرقة سيارة ابني عدلان التي كانت مركونة أمام مدخل المنزل، ولحسن الحظ تفطنا لأمرهم بعد أن تعال نباح الكلاب التي تحرس المنزل”. وتابع: “خرج ابني للاستفسار عن الأمر فوجد السارقين يهمان بتحميل السيارة على متن شاحنة، فدخل معهما في خلاف محاولا منعهما من تنفيذ عملية السرقة، إلا أن أحدهم حاول دهسه بالشاحنة، قبل أن يهم بالفرار، بينما ظل الثاني مختبئا داخل المنزل”.تقدم الضحية، حسب شهادات أبناء الحي الذين التقيا بهم، إلى الدرك الوطني بشكوى ضد السارقين مرفقة بشهادة طبية “.. ومن ثم تطورت الأمور إلى الأسوأ”.يقول السيد صالح عبد الكريم، جار الضحية وهو الآخر نجا من محاولة سرقة سيارته، “في اليوم الموالي بدأ سكان الحي بمن فيهم إمام المسجد ووالدة الشاب الذي حاول سرقة السيارة التوسط لفض النزاع بينهما وطالبوا المشتكي بسحب شكواه”، وبدأ الحي يستعيد سكونه شيئا فشيئا.  كان أغلب سكان الحي، مساء يوم الخميس، منشغلين بعرس أحد جيرانهم، وفجأة اقتحمت عصابة متكونة من حوالي 30 شخصا حيهم، مدججين بمختلف الأسلحة البيضاء والسيوف و«السينيال” وحتى الكلاب المدربة، وأفسدوا الفرح. يقول السيد رمضان: “في بادئ الأمر بدا لنا بأن أصوات الألعاب النارية صادرة من العرس، ولم نتفطن للأمر حتى سقطت على مسامعنا عبارات مشينة وتهديدات من أشخاص لم نعرف حتى من أين قدموا، وراحت شرارات الألعاب النارية تقع على رؤوسنا والحجارة تكسر مرايا الزجاج”.يقول أبناء الحي إن أفراد العصابة أخذوا يقتحمون منازلنا باستعمال “السينيال” والكلاب، ثم دخلوا بيت الشاب الذي استقدمهم وصعدوا فوق أسطح المنازل وواصلوا رشقنا بالألعاب النارية”.اجتمع أبناء الحي وحاصروا المنزل الذي كانوا يختبئون فيه وقاموا بحرق المركبات التي استعملوها، حتى تدخل أفراد الدرك الوطني وقاموا باقتحام المنزل وإلقاء القبض عليهم. وهنا يقول الشاب باديس: “حتى أفراد الدرك الوطني لم يسلموا من شرهم وواجهوا صعوبات في القبض عليهم، حيث قاموا بإطلاق الكلاب عليهم، ولم يتمكنوا من القبض عليهم حتى الساعة الخامسة صباحا من يوم الجمعة”.نشير إلى أن "الخبر" حاولت الاقتراب من منزل الطرف الثاني في النزاع، إلا أن المنزل كان شاغرا ولم نجد أحدا بداخله.    

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات