+ -

 مقالك الأخير “هوشة في صفوف العملاء لفرنسا؟” كان صورة واقعية، منطقية، حقيقة، موضوعية وحيادية للوضع الحالي للبلاد، استسمحك فقط لإضافة بعض المكمّلات. هذه الوضعية هي نتيجة منطقية للثورة المضادة التي انطلقت منذ 1958، أي بعد أن أصبح استقلال الجزائر أمرا مؤكدا، الصراع للاستيلاء على السلطة بدأ بين ثلاث مجموعات: عملاء فرنسا وعملاء مصر ومجموعة الجزائر جزائرية.. والنصر كان حليف المجموعتين الأوليين، لوجود مخابرات قوية تسندهما. أما المجموعة الثالثة فأصبحت منذ ذلك الوقت تلعب، كما قلت، دور الذيل. كان الصراع نوعا ما متوازيا بين حزب فرنسا وحزب مصر عندما تقاسما مناطق النفوذ، هذا التوازن بدأ يختل منذ التسعينيات، حيث صعدت القوى الإسلاموية على المستوى الشعبي. بعد الحرب الأهلية نلاحظ المستجدات التالية: تقلص دور حزب مصر (البعثي القومي العروبي) وخروج الإسلامويين من الصراع السياسي وتحييد الشعب وانقراض النخبة وبروز حزب أمريكا كمنافس لحزب فرنسا المنتصر الوحيد في الصراع، وصعود المال الفاسد.. إذن فالصورة واضحة، وما على الشعب، الذي هو صاحب الأرض والثروة، إلا أن يجد حلا لوضعيته الكارثية.بوساحية عبد الله/ مهندس وكاتب صحفي حزب أمريكا مثل حزب فرنسا، انغمس في الفساد هو الآخر، وجمع بين خاصية الفساد السياسي والفساد المالي! هل من الصدفة أن شكيب خليل المتهم بالفساد وبالموالاة لأمريكا يمارس السياسة بالزوايا، تماما مثلما يفعل حكام المغرب بالإسلام السياسي.. ويتزامن ذلك مع زيارة أوباما إلى العائلة السعودية وجمعه لأمراء الخليج وقول أنه بحث معهم أزمات المنطقة! ثم يطلع علينا أمراء الخليج ببيان قالوا فيه “إن أزمة الصحراء الغربية تهمهم”، ويريدون أخذ دور الأمم المتحدة في الموضوع لأول مرة.تتذكرون أن بوش زار السعودية قبل حرب الخليج الثانية، ورقص مع فهد الرقصة المشهورة، وكان ثمن الرقصة تبريحة في العراق، فتعاونت السعودية ومصر وسوريا الأسد على تحطيم العراق!فهل يفعل أوباما بالجزائر ما فعل بوش بالعراق بمباركة السعودية والمغرب!ما أتعسنا كأمة حين نخيّر بين الولاء للاستعمار الصغير (فرنسا) أو الاستعمار الكبير (أمريكا).. كما قال المرحوم بومدين! وما أتعسنا أكثر حين نجبر على أن نخضع لعملاء الاستعمارين في المنطقة، أولا لإبداء حسن النية في الولاء والطاعة! يحدث هذا لأن الجزائر أصبحت صورتها في العالم مطابقة لصورة الرئيس مع فالس، أو مطابقة لصورة شكيب في زوايا العار الديني والسياسي، أو مماثلة لصورة الهاكر دلاج الأوراسي في قرصنة الدولة والخزينة والسياسة من طرف حكامها!إنني تعبان يا أخي عبد الله[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات