38serv

+ -

 طوقت مصالح الأمن، أمس، المسيرات التي دعا إليها حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، بكل من تيزي وزو وبجاية والبويرة، كما حاصرت أنصار حركة “الماك” الانفصالية، ومنع أنصار الحركة من رفع رايتهم، كما حدث العام الفارط، بمناسبة تخليد الذكرى الـ36 للربيع الأمازيغي، ورفعت في المسيرات شعارات مناوئة للسلطة وأخرى تطالب بالانفصال، في خطابين متباينين، بين “الأرسيدي” الذي ينتقد ما يسميه “زمرة الفساد الحاكمة” و”الماك” الذي يطالب بالانفصال، بينما خفت صوت الأفافاس في المسيرات، وراقبت قوات الأمن المسيرات بالمروحيات لأول مرة. تيزي وزو:  “الماك” للانفصال و”الأرسيدي” من أجل الوحدة قال محسن بلعباس، رئيس حزب الأرسيدي، عقب نهاية مسيرة الأرسيدي في تيزي وزو: “لا نسعى لاستعراض قوتنا من خلال هذه المسيرة، بل لتوجيه رسائل بأننا لسنا من دعاة انقسام البلاد كما ادعته السلطة، بل نعمل من أجل وحدة البلاد ومن أجل السلم وأيضا لتحقيق مطلب اللغة الأمازيغية كلغة رسمية وليس كربيبة”.أحيا سكان ولاية تيزي وزو الذكرى من خلال تنظيم أنشطة ثقافية وتربوية عديدة عبر مختلف مدن وقرى الولاية، برمجتها مديرية الثقافة بالتنسيق مع الحركة الجمعوية وأيضا، كما جرت العادة، تخليد الذكرى هذه بتنظيم مسيرة احتجاجية، وهذه المرة تم تنظيم مسيرتين، الأولى من قبل مناضلي الأرسيدي تقدمهم الرئيس السابق الدكتور سعيد سعدي والحالي محسن بلعباس، والثانية لأنصار الحركة الانفصالية “الماك” التي جندت أنصارها الذين اكتسحوا شوارع مدينة تيزي وزو بالمئات، أغلبيتهم من الفئة الشبانية.انطلقت المسيرة الأولى لمناضلي الأرسيدي وإطارات وقيادة هذا الحزب من جامعة حسناوة في حدود الساعة العاشرة والنصف، باتجاه وسط المدينة، مرورا بالشارعين الرئيسيين الشهيدين لعمالي أحمد وعبان رمضان، تلتها مسيرة أنصار حركة “الماك” بحوالي 40 دقيقة، والتي أخذت نفس الاتجاه.وردد المشاركون في المسيرتين الشعارات المعهودة ‘’السلطة القاتلة”، “صححوا التاريخ نحن لسنا عربا”، فيما ركز أنصار “الماك” على رفع شعارات خاصة بحركتهم للمطالبة باستقلال المنطقة. كما سجل أيضا مشاركة مناضلين سابقين في الحركة الثقافية البربرية ومندوبين في حركة العروش في المسيرة، حيث أن بعضهم فضل السير على حافة الطريق، المهم بالنسبة لهم إحياء ذكرى غالية عندهم. وعقب نهاية مسيرة مناضلي وإطارات حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، تناول محسن بلعباس، رئيس الأرسيدي، الكلمة أمام مناضليه وصرح: “لا نسعى من خلال المسيرة هذه لاستعراض قوتنا في تجنيد المناضلين والمواطنين، بل لتوجيه رسالة للذي قال بالأمس إن من يشارك في مسيرة اليوم يهدف لتمزيق البلاد، ونقول له إن الأرسيدي يناضل من أجل الوحدة الوطنية والسلم، وكذلك من أجل تحقيق مطلب اللغة الأمازيغية كلغة وطنية فعليا وليست كربيبة”، كما لم يفوت رئيس الأرسيدي الفرصة لتوجيه انتقاداته للسلطة، حيث صرح “إنها سلطة قاتلة ومجرمة عممت الفساد في البلاد وسمحت للمفسدين باعتلاء مناصب عليا”. تجدر الإشارة في الأخير إلى تحليق مروحية تابعة لمصالح الشرطة كانت تلتقط صورا للمشاركين في مسيرة حركة “الماك”، وهو ما لم يسبق لنا أن سجلناه خلال مختلف المسيرات الاحتجاجية التي شهدتها المنطقة منذ 36 سنة. بجاية.. رياح التغيير أقوى من الاستمرار استطاعت حركة “الماك” تجنيد سيل بشري غمر أكبر شوارع بجاية، من خلال تنظيم مسيرة شارك فيها الآلاف، أغلبهم من طلبة الجامعة. وكانت المسيرة الأولى التي شهدتها مدينة بجاية، تلك التي دعا إليها الأرسيدي والتي استجاب لها بضعة مئات من المناضلين والمتعاطفين مع الحزب، والتي انطلقت من قاعة دار الثقافة نحو مقر الولاية، لتنتهي بساحة حرية التعبير سعيد مقبل، حيث تداول قياديو الحزب الكلمة، وقال عضو المكتب الوطني للأرسيدي، عثمان معزوز، مخاطبا السلطة، إن “الدستور هو دستور النظام وليس دستور الشعب الجزائري”، وأن “الشعب لا يريد مزيدا من الحياة السياسية لنظام يسيره أمثال أويحيى وسلال وولد علي وغيرهم”. كما تناول الكلمة مولود دبوب، المسؤول الجهوي للحزب، حين قال إن التغيير المنشود قادم شاءت زمرة النظام أم أبت”، موضحا أن “رياح التغيير أقوى بكثير من رياح الاستمرار”.المسيرة الثانية، تلك التي نظمها الطلبة المستقلون عن أي حزب أو تنظيم سياسي، والذين انطلقوا من الحرم الجامعي تارڤة أوزمور في اتجاه مقر الولاية، حيث رفعوا شعارات مناوئة للسلطة ومطالبين بمزيد من الحريات والديمقراطية الحقيقية، ورفعوا شعارات تتهم رموز النظام بالاستيلاء على خيرات البلاد وفرض التقشف على الشعب المغلوب على أمره.ومن جهته، استطاع “الماك” أن يجند الآلاف من أنصاره الذين زحفوا على مدينة بجاية، من خلال مسيرة حاشدة انطلقت من الحرم الجامعي في اتجاه مقر الولاية، مرورا بشوارع الاستقلال والحرية وكريم بلقاسم، ليتوقفوا عند مقر الولاية، حيث تكفل أحد الناشطين الشباب برفع راية “ لماك” فوق عمود كهربائي، لتتواصل المسيرة إلى غاية ساحة حرية التعبير، حيث استمع السائرون للنشيد الوطني الأمازيغي، ليتداول بعدها نشطاء التنظيم على تقديم كلمة عبروا من خلالها عن “رغبتهم في الانفصال عن النظام المركزي الذي يرغب في فرض على الجزائريين، نظام لا يتطابق مع قناعاتهم وهويتهم وشخصيتهم”، وقال الكثير منهم إن الانفصال “سيكون مع النظام وليس مع الجزائر”.وببلدية القصر، نظمت الحركة الجمعوية مسيرة رمزية انطلقت من مقر فرع الكشافة الإسلامية صالحي حسين، في اتجاه مركز البلدية، حيث تدخل النشطاء السابقون للأمسيبي، مؤكدين أن الهدف من الاحتفالات هو “من أجل عدم النسيان والحفاظ على الذاكرة ورموز أول معركة خاضها الجزائريون ضد نظام الحزب الواحد والمطالبة بالديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الإنسان”.وللإشارة، فإن المسيرات جرت تحت أعين مصالح الأمن التي فضلت تأطيرها من خلال مروحية تابعة للشرطة، والتي ظلت لثلاثة أيام كاملة تجوب سماء بجاية وتلتقط صورا للمتظاهرين، وهو ما فهمه منشطو المسيرات “بالاستفزاز العمد”، حيث ردوا عليهم بهتافات مناوئة للنظام، وفي حدود الثانية زوالا عاد الهدوء إلى ربوع المدينة بعدما افترق الجميع دون تسجيل حوادث تذكر. البويرة: راية “الماك” ممنوعة منعت، صباح أمس، قوات الأمن بالبويرة، أنصار فرحات مهني من معاودة ما أقدموا عليه العام الماضي، حين علقوا راية حركتهم الانفصالية في الساحة المقابلة لمقر الولاية، وأجبروهم على مغادرة المكان، في حين جرت المسيرة التي دعا إليها حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية في ظروف جد عادية. كل المعطيات كانت تشير إلى أن مصالح الأمن بالبويرة كانت على استعداد تام لمنع أنصار حركة “الماك” الانفصالية من التوقف أمام مقر الولاية، فمنذ الصباح لوحظت تعزيزات أمنية كبيرة داخل ساحة مقر الولاية وبعض الشوارع المحاذية للشوارع الرئيسية.وبينما كنا نقف في ساحة الشهداء، حيث بدأ أنصار “الأرسيدي” يتجمعون استعدادا للسير نحو مقر الولاية، أسر لنا مصدر أمني بأن أنصار حركة “الماك” يستعدون لتنظيم مسيرة أخرى موازية تنطلق من جامعة آكلي محند والحاج باتجاه نفس وجهة مسيرة الأرسيدي، ثم كشف لنا المتحدث أن مصالح الأمن لن تسمح لهم بالتوقف هناك ولا برفع راية حركتهم الانفصالية، وذلك مهما كلف من ثمن. في تلك الأثناء، انطلقت مسيرة الأرسيدي التي شارك فيها المئات من أنصار هذا الحزب، كان يتقدمهم منتخبون ورؤساء بعض المجالس البلدية، حيث رددوا شعارات الحركة الأمازيغية المعهودة المطالبة “برحيل النظام الديكتاتوري وتنفيذ ترسيم اللغة الأمازيغية ميدانيا ومحاكمة المسؤولين الذين أفسدوا”، وعندما وصلوا إلى الساحة المقابلة لمقر الولاية، تلوا بيانا نددوا فيه بالاعتقالات التي طالت مجموعة من مناضلي الحزب في بلدية الأسنام بعدما ضبطوا وهم يعلقون الإعلان الذي تضمن نداء الحزب للمشاركة في المسيرة، وبشأنهم، علمنا أن مصالح الأمن كانت قد أطلقت سراحهم، ودعا البيان إلى عدم الاستجابة لاستفزازات النظام القائم ومواصلة النضال السلمي من أجل بناء جزائر حرة ديمقراطية، وبعدما تفرق المشاركون في المسيرة دون حدوث أية مشاكل تذكر، وأحاط بالمكان عناصر من وحدات مكافحة الشغب، ولم تمر إلا دقائق قليلة حتى وصل العشرات من أنصار حركة “الماك” وكان جلهم مراهقين وبعضهم أطفال، وراحوا يرددون شعاراتهم العنصرية الانفصالية وأخرى مناوئة للسلطة، غير أن عناصر الشرطة منعتهم من التوقف في المكان وإلقاء كلمة وتعليق راية حركتهم، ووجهوهم نحو الساحة المقابلة لدار الثقافة حيث توقفوا لدقائق، وعندما حاولوا رفع الراية تقدم نحوهم أحد محافظي الشرطة وحاول إقناعهم بالعدول عن ذلك، وطلب من أعوان مكافحة الشغب أن يقتربوا نحوهم، وحينها بدأوا في الانصراف شيئا فشيئا. بومرداس: “ضد السلطة وضد الماك لكننا أمازيغ” دوت ببومرداس العديد من الشعارات المناوئة للنظام بشوارع المدينة، أطلقتها حناجر طلبة لا تتجاوز أعمارهم العشرين سنة، خرجوا في مسيرة لإحياء الذكرى 36 للربيع الأمازيغي، ونفى الطلبة أي علاقة لهم بحركة استقلال منطقة القبائل التي يرأسها الانفصالي فرحات مهني. ونظم العشرات من طلبة جامعة “امحمد بوڤرة” مسيرة سلمية جابت شوارع مدينة بومرداس إحياء للذكرى الـ 36 لأحداث الربيع الأمازيغي، كسر من خلالها الطلبة هدوء المدينة بشعارات مناوئة للنظام على غرار “النظام المجرم وأولاش السماح أولاش”، وشدد المؤطرون للمسيرة التي كانت تحت مراقبة قوات كبيرة لمختلف الفروع الأمنية، على أنها لا تمت بصلة إلى حركة انفصال منطقة القبائل “الماك” التي يتزعمها “الانفصالي فرحات مهني”، وقال هؤلاء إنها مسيرة سلمية الغرض منها إيصال رسالة إلى السلطة على أن الجيل الجديد ومع أنه لم يعايش الأحداث الأليمة لشهر أفريل من سنة 1980، إلا أنه واع كل الوعي بأن القضية التي خرج من أجلها المواطنون لم تكن سوى للمطالبة بالديمقراطية وحرية التعبير وليس للجهوية والاستقلال، وإن كان إحياء الذكرى تم في عاصمة الولاية بمسيرة منددة بممارسات النظام، فإن العديد من المؤسسات التربوية شرقي ولاية بومرداس أغلقت أبوابها وسرحت تلاميذها إحياء للذكرى.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات