لماذا لا تحتج الجزائر على السعودية وتستدعي سفير السعودية بالجزائر وتبلغه وتسمعه أغلظ القول، كما فعلت مع سفير فرنسا جراء الإساءة إلى “رمز” الجزائر، رئيس الجمهورية!السعودية أيضا أساءت إلى صورة صاحب الفخامة، حين قال السعوديون لأشباه الإعلاميين الجزائريين إنهم وجهوا الشباب الحراڤ الجزائري، الذي يحرڤ العمرة ويبحث عن العمل في السعودية.. وجهه السعوديون إلى العمل في دفع عربات العجزة في الطواف حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة للمعتمرين والحجاج الذين لا يستطيعون السير، إما للعجز أو الشيخوخة! وقال السعوديون لقناة جزائرية، ونشرت ذلك، إن الشباب الجزائري تناسبه هذه المهنة.. مهنة “التطباع” بالعجزة.. وفي ذلك إشارة واضحة إلى الاستهزاء بالرئيس والرئاسة في الجزائر! أليست هذه الصورة الكاريكاتورية لتخصص الشباب الحراڤ في العمل بالبقاع المقدسة فيها إساءة أكثر من إساءة فالس، خاصة عندما يقدم هذا الشباب على غيره من الشباب الآخر من الوطن العربي والعالم الإسلامي، كونه شبابا جزائريا متخصصا في مهنة “التطباع” بالعجزة!المؤسف أكثر أن الوسيلة الإعلامية قالت عن هؤلاء أيضا إنهم يقومون بغش المتطوفين في عدد أشواط الطواف، إذا كانوا غير واعين وبهم عجز ذهني، وأكثر من هذا قالت الوسيلة إن بعض هؤلاء يقومون بسرقة زبائنهم العجزة.. إذا استطاعوا إلى ذلك سبيلا!من جهة أخرى حدثني مسؤول سام في الدولة عن احتجاج يكون قد قدمه فالس للحكومة الجزائرية ضمنيا، قائلا لبعض رجالات الحكم في الجزائر ولبعض مساعدي فالس: “حكام فرنسا ليس لديهم الوقت لعيادة المرضى.. أنا أردت زيارة رئيس وليس مقابلة مريض شفاه الله!”.وأن ما قامت به الحكومة الجزائرية، بجعل فالس يقابل مريضا وليس رئيسا، هو إخلال بالأعراف الدبلوماسية! وجب أن تحتج عليه فرنسا! لذلك احتج فالس بطريقته الخاصة من خلال نشر الصورة!الواقع هو أن نقوم، نحن في الجزائر، بتصحيح وضعنا حتى لا نعطي لفالس والسعودية وأمثالهما الصور البائسة التي يتندرون بها على أهم مؤسسة في البلاد، وهي الرئاسة! الاحتجاج الناجح ليس على فالس ولا على السعودية، بل الاحتجاج العملي هو إنهاء الحالة التي جعلت هذا البلد لقمة طرية وسائغة للذي (يسوى ولا يسوى) من أجل أن يتندر على البلد وعلى رئيسه!الحمد لله أن الشباب الجزائري البطال والمختص في دفع العربات بالعجزة، أصبح ينافس شباب السعودية في هذه المهنة، التي كانت من اختصاص شباب السعودية فقط.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات