+ -

كشف رئيس فصيلة المساس بالممتلكات الأثرية والملكية الفكرية بالمديرية العامة للأمن الوطني، مولاي عاشور، أن مصالح الأمن ألقت القبض على 346 شخص بينهم أجانب، تورطوا في نهب قرابة 10 آلاف قطعة أثرية من الذهب والبرونز والفضة والعاج، بمجمل 170 قضية منذ التسعينات، مشيرا إلى أن العملية تحكمها إجراءات معقدة إذا ما تم إخراجها من الجزائر، وهو حال تحفة قناع “غوردون” التي هُرّبت من ڤالمة إلى تونس خلال العشرية السوداء واسترجعت سنة 2007. ونبه المتحدث، خلال ندوة بمناسبة اليوم العالمي للآثار نظمت أمس بالمدرسة العليا للشرطة بشاطوناف في العاصمة، إلى تطور الفكر الإجرامي لمهربي القطع الأثرية بتوظيف شبكات التواصل الاجتماعي لتسويق مسروقاتهم على صعيد عالمي، ما جعلهم منفتحين على شبكات تهريب دولية محترفة تتاجر بهوية الشعوب وتراثها المادي، ما عاد عليهم بأموال معتبرة وشجع على مواصلة النشاط، مشيرا إلى أن الشرطة كثّفت من اهتمامها لحماية العالم والمدن الأثرية.كما غيّر المجرمون منهجية استهدافهم لهذه الكنوز الأثرية، يتابع المتحدث، من سرقة القطع الأثرية النادرة وتهريبها إلى الخارج، إلى تقليدها واستنساخها بما يوحي بأنها حقيقية، وهذا باستعمال مواد كيميائية وكذا المصابيح الزيتية ومن ثم عرضها عبر الشبكة العنكبوتية لإدخالها في البورصة العالمية.وأشار مولاي عاشور إلى أن المياه الإقليمية الجزائرية تغمر قطعا أثرية ثمينة، وهي من مخلفات الحروب التي خاضتها الأساطيل الجزائرية على سواحلها قبل الاستعمار وخلاله، مفيدا بوجود عمليات تفتيش لاسترجاعها والاستفادة منها في كل مرة.وأوضح المتحدث أن لصوص الآثار يهربون هذه القطع الأثرية ويدخلونها إلى حلقة دولية كإسرائيل وإيطاليا وبلجيكا لطمس هويتها الأصلية وإعطائها تعريفا جديدا مزيفا تمهيدا لتسويقها بأموال خيالية دون ملاحقات وتفاديا لعمليات تفتيش دولية تطلقها الدولة الضحية، مشيرا إلى وجود خريطة عالمية تحدد الحيز الذي تباع فيه هذه الكنوز.ونوّه المتحدث إلى أن هذه الجرائم أخذت منحى تصاعديا وأضحت تشكل ملاذ الكثير من المجرمين، كونها ترتبط بسوق عالمية تتضمن تبادلات بملايين الدولارات، مشيرا إلى أن الكثير من الأثرياء في العالم وظفوها في عمليات غسيل أموال وتهرب ضريبي عن طريق فوترة مزيفة لتبرير رؤوس المال.من جهته، قال مدير معهد الآثار بجامعة الجزائر 2، عبد الكريم عزوق، إن الجزائر تتضمن أكثر من ألف موقع أثري وهي هوية صلبة ظلت تقاوم محاولات طمسها خلال تعاقب التواجد الاستعماري بالجزائر، وضياعها يعني ضياع هوية الجزائريين.وتأسف المشاركون في الندوة على افتقار الكثير من الدول لما تمتلكه الجزائر من مواقع أثرية، لكنها أحسنت استغلالها وتحويلها إلى مصدر اقتصادي هام، باستقطاب السائحين من مختلف دول العالم والعمل على التسويق لها بالخارج، داعين إلى تخصيص مرشدين سياحيين في تلك المواقع لزرع ثقافة تقييم الآثار لدى الأطفال الجزائريين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات