شيعت، بعد صلاة ظهر أمس، جنازة الطفل ماروش صلاح الدين البالغ من العمر 14 سنة في أجواء مهيبة بمدينة سفيزف 39 كم شرقي عاصمة الولاية سيدي بلعباس، بعد قرابة 48 ساعة من الفاجعة التي ألمت بأهالي المنطقة في أعقاب تلقي الضحية طعنة خنجر قاتلة على يد شاب آخر لا يتعدى الـ19 سنة من العمر، بمحاذاة السوق اليومي للمدينة إثر شجار كان فيه صلاح طرفا ثالثا.
كان الآلاف من مواطني مدينة سفيزف والبلديات المجاورة لها قد رافقوا جثة الضحية إلى مثواه الأخير وسط التكبيرات التي تعالت من كل حدب وصوب، في وقت مازال أفراد عائلة ماروش المعوزة تحت الصدمة، خاصة الأب الذي يعيل أفراد أسرته من عائدات طاولة بيع الثياب بالسوق اليومي بوسط المدينة، دون نسيان الأم التي لم تنقطع عن البكاء حدادا على فقدانها لابنها الوحيد صلاح الدين.ويبدو أن فرحة عائلة ماروش لم تكتمل بالطريقة التي كان يتمناها الجميع، خاصة أنه لم تمر سوى أربعة أشهر على حصولها على مسكن اجتماعي بصيغة الإيجار نهاية السنة المنصرمة، في ظل فقدانها لابنها الوحيد.تدخل لفك شجار.. فقتللم تنقطع الأم عن البكاء والعويل، نهضت من مكانها مسرعة بمجرد رؤيتها أصدقاء صلاح الدين وهم يلجون بيت العزاء مساء أمس أملا في رؤية فلذة كبدها وسط هؤلاء، قبل أن تنهار أمام جموع المعزين بعدما كانت متجهة، حسب شهود عيان، صوب المطبخ لتقدم وجبة خفيفة لابنها الفقيد كما جرت عليه العادة.ويتردد في وسط مدينة سفيزف بأن صلاح الدين لم يكن سوى طرف ثالث في شجار، من خلال تدخله لإبعاد شابين متخاصمين عن بعضهما البعض، خاصة أن الصراع كان قد نشب بين ابن عمه والجاني المدعو “ب.سيد احمد” الذي لم يكن سوى أحد المتمدرسين السابقين بمتوسطة “بوداليل احمد”، أما الضحية فينتمي لقسمها الثالث متوسط.الجاني من ضحايا التسرب المدرسييعتبر الجاني الذي تسبب في رحيل صلاح الدين من ضحايا التسرب المدرسي، فسبق له أن تدرج بأقسام متوسطة “بوداليل احمد” دون أن يتمكن من النجاح في دراسته بالموازاة مع بلوغه سن الـ19، ما استعصى على الإدارة الاحتفاظ به كمتمدرس. وتشير شهادات محلية إلى أن المعني الذي يعد ابن العائلة الوحيد لم تظهر عليه صفة “الشاب العدواني” من قبل، مع أن تساؤلات عديدة كانت قد طرحت بخصوص حمله أداة حادة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات