38serv

+ -

أعلنت وزارة الصحة حالة الطوارئ في 19 ولاية شرقية، معظمها في الحدود مع تونس، وأمرت مصالحها بالتأهب ضد حمى التهاب السحايا، بعد ظهور الفيروس في هذا البلد وتسجيل عدة إصابات، معظمها خطير. وتقرر في هذا الإطار فتح تحقيق معمّق في الولايات المعنية، وجميع المستشفيات الجامعية، يشمل أيضا أقارب ومحيط المصابين المحتملين لمحاصرة المرض. وجهت وزارة الصحة مؤخرا، تعليمة إلى مديري كل من المعهد الوطني للصحة العمومية معهد باستور، وأيضا إلى مديري الصحة في جميع الولايات، وإلى مسيري المستشفيات الجامعية عبر الوطن، والمؤسسات الاستشفائية العمومية، لمراقبة الوضعية الصحية في جميع الولايات الحدودية مع تونس، والتبليغ الفوري عن أي حالة يشتبها في أنها حمى التهاب السحايا، وهو إجراء شرع فيه منذ يومين فقط، ويمتد إلى غاية نهاية نوفمبر المقبل، بالنظر إلى خطورة هذه الحمى، واحتمال انتقال الفيروس منها طيلة هذه الفترة، كونها تتميز بنشاط كبير لمختلف أنواع البعوض والحشرات، الناقل الأساسي للفيروس، فقد أمرت مديرية الوقاية وترقية الصحة على مستوى الوزارة باتخاذ جميع الإجراءات لمنع انتشار العدوى، وإجراء تحاليل لكل إصابة يشتبه فيها “فوريا”.وخصصت المصالح ذاتها بطاقات تتضمن معلومات خاصة بالحالة المشتبه فيها، وأخرى بالإصابات المؤكدة، وهي معلومات تشمل هوية المعنيين، إضافة إلى اسم الطبيب المعالج والمستشفى الذي استقبل الحالة، ومعلومات تخص التحاليل التي أجريت لهم، بتحديد تاريخها ونوعها ومدى صلاحيتها.وحذرت وزارة الصحة من أي انتقال للعدوى في 19 ولاية شرقية حدودية، ويتعلق الأمر بكل من الطارف وتبسة وسوق أهراس والوادي وورڤلة وإليزي، إضافة إلى جيجل وبسكرة وعنابة وسكيكدة وخنشلة وڤالمة وتلمسان وبشار وأدرار وسطيف وباتنة وقسنطينة وبجاية، فقد أمرت برفع حالة التأهب فيها ومراقبة حركة تنقل المرضى، مع التبليغ عن أي حالات مشتبه في أنها حمى التهاب السحايا.وجاء تركيز مصالح الوزارة على الولايات الشرقية لمنع انتقال فيروس حمى التهاب السحايا، بعد أن تم تسجيل العديد من الإصابات في تونس، وفي المناطق المتاخمة للحدود مع الجزائر بشكل خاص، وهو ما تسبب في إعلان وضعية وبائية طيلة العشرية الماضية، علما بأن مضاعفات هذه الحمى قد تؤدي إلى الوفاة، خاصة لدى الأطفال والفئة العمرية فوق 60 سنة.ما يفسر قرار الجزائر إعلان حالة طوارئ في هذه الولايات، إضافة إلى تعزيز جميع المستشفيات الجامعية عبر الوطن، بجميع الوسائل البشرية والمادية، للتكفل بإصابات محتملة، والبحث عن أي بؤر قد تظهر، خاصة في ولاية الطارف، باعتبارها محمية بيئية، بعد أن تم التأكد من أن الفيروس يعيش فوق أجسام الطيور، وأن البعوض هو النقال الأساسي له، وهي ولاية معروفة بحركة كبيرة ومستمرة للطيور المهاجرة، ما يسهل انتشار الحمى بسرعة يصعب التحكم فيها.ولهذا الغرض بالذات، أمرت مصالح الوقاية على مستوى وزارة الصحة بتطبيق مخطط استعجالي لمواجهة انتقال الفيروس، يرتكز أساسا على الإجراءات الوقائية، بدءا من محاربة انتشار البعوض والحشرات من خلال تنظيف المحيط، خاصة البرك والمستنقعات، وتحسيس البياطرة ومربي الحيوانات بشكل خاص، باعتبار أن هذه الأخيرة أكثر عرضة للفيروس. وغالبا ما تؤدي الإصابة بحمى التهاب السحايا إلى تخريب الجهاز العصبي، والنخاع الشوكي، وحتى إلى الوفاة في حالات عديدة، علما بأنه لم يتم اكتشاف أي لقاح مضاد لها لحد الآن، ما يفسر تعليمات الوزارة باتخاذ إجراءات احتياطية لمنع انتشار الفيروس، فقد أمرت أيضا بإجراء كشوف وتحاليل في السائل الموجود بالنخاع الشوكي، وكذا بول الحالات المشتبه فيها، والتبليغ الفوري دون انتظار في حالة التأكد من الإصابة.     

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات