"عشقي للمهنة يحفزني على مواصلة النضال"

اعتبر الأستاذ المتعاقد منذ 7 سنوات والذي يُدرس مادة اللغة العربية  وينحدر من بلدية الخروب بولاية قسنطينة، أن عشقه لمهنة التعليم يُحفّزه على مواصلة مطلبه القاضي بالإدماج دون قيد أو شرط، لكن دافعه لتنظيم “مسيرة الكرامة” ثم “اعتصام الكرامة” في “ميدان الإدماج” هو ما أسماه “الذلّ والإهانة” التي لحقت به وزملاؤه، إضافة إلى ما قال إنه “عنف” تعرّض له أثناء رفعه لمطالب مشروعة. يقول بدر دين، إنه عمل لمدة 7 سنوات كأستاذ متعاقد بمتوسطة عبد الحفيظ بالصوف في بلدية الخروب كأستاذ للغة العربية: “كان لي الحظ أني درّست في متوسطة لا تبعد كثيرا عن مقر سكني عكس  كثير من الأساتذة الذين أرافقهم في  النضال”. وحول حيثيات عمله يذكر: “ما أعجبني في هذه المهنة هو نبلها من جهة، ولأنها تجعلك في احتكاك دائم مع التلاميذ الذين يجبرونك، من جهتهم، على تقديم أحسن ما لديك، إضافة إلى ضرورة تطوير قدراتك ومواصلة التعلم، سواء في المادة التي تدرس فيها أو في غيرها من المواد وفي الثقافة العامة”. ويعتقد محدّثنا أن هذه المهنة ليست ككل المهن، على اعتبار أنها لا يمكن أن تكون سدا للبطالة فقط، حيث يقول: “لا يمكن أن يخوض مهنة التعليم من لا يؤمن بها، ولا يمكن أن تكون مجرد عمل يكسب من خلاله الشخص قوته، حيث يجب أن يمارسها من يحبها ومن يريد أن ينهض بها وبمستوى القطاع عموما وتلامذته خصوصا”.وينقل بدر الدين أيضا، قصصا عن عدد من الأساتذة الذين يرافقونه في مسعى المطالبة بالإدماج دون الخضوع إلى مسابقة، حيث يقول إنهم عانوا في سبيل ممارستهم للمهنة، فأحد الأساتذة من الشلف يقول بدر الدين، يضطر كل يوم إلى حمل عصا معه  للدفاع عن نفسه من هجمات محتملة من الذئاب وهو متوجه الى مكان عمله في إحدى الابتدائيات البعيدة عن مقر سكناه  مشيا على الأقدام، في حين أن البعض منهم من ولاية جيجل عندما يخرجون صباحا لا يدرون هل يعودون أم لا ، فيضطرون إلى المشي في وسط الغابات المحفوفة بمخاطر الألغام للوصول إلى مناصب عملهم. كل هذا يقول بدر الدين حبا وتقديرا لمهنة التعليم التي وجدنا فيها أنفسنا. وبالرغم من أن المعاناة تختلف، لكن ما ذقناه من ذل واحد، فيقول “عشنا حياة العبودية، لم نكن نحصل على أجورنا إلاّ بعد أشهر عديدة ، العديد يشتغل دون تأمين” قبل أن يضيف: “لقد دفعنا التعاقد إلى العيش بالاستدانة وهو أمر مهين خاصة بالنسبة لأرباب العائلات”.