+ -

شيء غريب أن يتظاهر المصريون ضد الحكومة المصرية لأنها باعت الجزيرتين للسعودية! أو لنقل أعادت مصر الجزيرتين للسعودية مقابل مبالغ مالية بعد أن تنازلت إسرائيل عن الجزيرتين لمصر في إطار اتفاقيات كامب دافيد.المضحك في الموضوع أن السيادة الفعلية على الجزيرتين ليست لا لمصر ولا للسعودية بل هي أساسا لإسرائيل.. لأن اتفاقيات كامب دافيد لا تسمح لا لمصر ولا للسعودية باستعمال الجزيرتين عسكريا، أي أنها مثل سيناء منقوصة السيادة.والحق يقال، أن تبيع الحكومة المصرية الجزيرتين للسعودية هو في الواقع بيع مصر لما لا تملك لمن لا يستطيع الامتلاك! هل يعقل أن مصر لم تستطع بسط السيادة على الجزيرتين ويمكن للسعودية أن تبسط السيادة على الجزيرتين؟!مصر خلال 60 سنة الماضية كانت تطمح إلى إلحاق السعودية بها من خلال تزعّم مصر لفكرة الوحدة العربية.. ولكن العصر المصري انتهى إلى أن السادات باع جزءا من فلسطين لليهود باتفاقية كامب دافيد، مثلما باعت السعودية الجزء الأول سنة 1948، بموافقة السعودية على إقامة الدولة الإسرائيلية مقابل مساعدة بريطانيا للعائلة السعودية بامتلاك السعودية!المصريون الأحرار ينبغي أن لا يتظاهروا ضد إلحاق الجزيرتين بالسعودية، بل ينبغي لهم أن يتظاهروا ضد الانبطاح العربي الذي تقوده بنجاح السعودية ومصر.هل يعقل أن يتظاهر المصريون ضد بيع الجزيرتين ولا يتظاهرون ضد بيع سيناء بالكامل لإسرائيل؟! هل ما يجري في سيناء من عنف هو إرهاب.. أم عملية “ثورة إسرائيلية” ضد تبعية سيناء شكليا لمصر ومطالبة ضمنية لسكانها بالالتحاق بإسرائيل!مصر ضعفت أمام إسرائيل والسعودية عندما تحالفت مع السعودية على العراق وكسرت هذا البلد.. وتحالفت مع السعودية وقطر والإمارات على تحطيم سوريا، وسكتت على السعودية وهي تهشم اليمن باسم العرب والجامعة العربية البائسة، لهذا فإن بيع أجزاء من مصر للسعودية ليس بالأمر الغريب!مصر الكبيرة التي سكتت عن تفتيت جيرانها وحلفائها من السودان إلى ليبيا إلى العراق إلى اليمن إلى سوريا، لابد أن تصلها النيران أيضا.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات