وزير المالية بن خالفة ينطبق عليه المثل الشعبي الشهير: “يبحث عن السنابل في (مراڤد) الغنم!”.. هل يعقل أن تتجه الحكومة إلى الشعب للاستدانة منه عن طريق ما تسميه بسندات القرض؟! لو قالت الحكومة إنها تتجه نحو طبقة بوشوارب وشكيب خليل وتجار المخدرات والسلاح وتجار الحاويات والعقارات وناهبي أموال الشعب لاسترجاع ما نهبوه في صورة شرعنة عفو شامل عن السرقة والسرّاق، لو كانت الحكومة أعلنت ذلك لقلنا لها أنت حكومة واقعية! أما وأن تقول إنها تتجه إلى الشعب للاستدانة منه، وهو يعيش هذه المحنة، فإن ذلك يعد نوعا من الضحك على الناس في المقابر!الحكومة كانت تقول إنها حكومة دولة غنية وتقود شعبا فقيرا، وتحاول إطعامه بقفة رمضان.. فماذا حدث حتى أصبحت الحكومة فقيرة وتطلب من شعب قفة رمضان الغني أن يمنحها سندات القرض؟!هذا المنطق لا يناظره سوى منطق بن غبريت عندما تقول إن الأساتذة المتعاقدين كلهم أخذوا المناصب بالمعريفة.. ولا تحس هذه الوزيرة ببؤس ما تقول! فمن وظف هؤلاء.. أليس إطارات الوزيرة الذين تريد طردهم الآن؟!بعض المعلومات تقول إن إخضاع الأساتذة المتعاقدين إلى المسابقة مع باقي المتسابقين، هذا القرار الغريب، قد اتخذ في جلسة للوزيرة مع مستشار الرئيس تمت في سيارة قرب وزارة المالية! وأن تداعيات هذا القرار لم تصل بعد إلى الرئيس بوتفليقة.. وأن الوزير الأول منزعج جدا من القرار، ولكنه لا يستطيع فعل شيء، لأنه لا يملك الصلاحيات التي تمكنه من حل المشكلة، وأن الأمر بقي معلقا، لأن الوزير الأول لم تُتح له فرصة لقاء الرئيس منذ شهور..! وأن الخيط الذي يربط الرئيس بالحكومة وبالمسؤولين الكبار أصبح في المدة الأخيرة بلا حرارة!ويتساءل الناس.. كيف لا يستقبل الرئيس رجال دولته لحل مشاكل خطيرة أصبحت تعصف باستقرار وأمن البلاد، ويستقبل “أميار” فرنسا، ويستقبل حكومة ووزراء فرنسا، ويحل كل المشاكل المتعلقة بالاتفاقات مع فرنسا التي وصل عددها إلى 30 اتفاقية، منها حتى اتفاقية “المايوناز”! كيف يهتم الرئيس وحكومة الجزائر “بمايوناز” فرنسا ولا يهتم بأساتذة التعليم؟!الطريقة الكاريكاتورية التي تسير بها البلاد في الشهور الأخيرة، عكستها بأمانة الصور المؤسفة التي نشرتها وسائل الإعلام الفرنسية للرئيس على هامش هذه الزيارة؟! فإذا كان الحديث عن “فساد” الرئاسة من طرف “لوموند” يعد خطا أحمر اهتزت له الدبلوماسية الجزائرية وانتفضت، فلماذا لا تهتز هذه الدبلوماسية لتلك الصور المبكية التي نشرتها بعض الوسائل الفرنسية.. ومنها ما نشره فالس نفسه في تغريدة على “تويتر”؟!.. البلاد فعلا تعيش هملة في الحكم، وليس شغورا، كما يقول بعض المعارضين.. والمسؤولية يتحملها كل من هو اليوم في مراكز المسؤولية.. إنه العار الوطني!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات