+ -

أعادت الصور التي ظهر بها الرئيس بوتفليقة مع ضيوفه الفرنسيين، الحديث بقوة عن حقيقة وضعه الصحي ومدى قدرته على اتخاذ القرارات، بعد سنتين من إعادة انتخابه على رأس البلاد لعهدة رابعة. وانقسمت الموالاة والمعارضة كعادتهما في تقييم الموقف، فالأولى تعتبر أن الصور مفبركة بقصد الإساءة لشخص الرئيس، بينما ترى الثانية أن حالة شغور الرئاسة صارت أكثر ثبوتا اليوم.انهالت التعليقات في منصات التواصل الاجتماعي، مع الصور الثابتة والمتحركة التي نشرها الإعلام الفرنسي للرئيس بوتفليقة خلال لقائه مع الوزير الأول الفرنسي، مانويل فالس، في تفاعل يظهر حالة قلق عند عينة قد تكون “معبرة” من الجزائريين حول وضع رئيسهم الصحي، في غياب استطلاعات الرأي التي تقيس حقيقة ما يشعرون به من غياب الرئيس المتواصل، وظهوره فقط في لقطات قصيرة على شاشات التلفزيون لدى استقباله الضيوف الأجانب.هذا التدفق الهائل للآراء المتنوعة بين التعاطف مع حالة الرئيس الصحية تارة، واتهام محيطه باستغلاله ضعفه والحكم باسمه تارة أخرى، تماهت في معظمها مع ما تطرحه التيارات السياسية المهيمنة في الجزائر، فقد جاءت هذه الصور لتعزز أطروحة المعارضة التي تدعو لإثبات المانع الصحي على الرئيس، بينما اتخذت الموالاة من أسلوب “أحسن وسيلة للدفاع هي الهجوم” وسيلة للتهوين من شأن الصور المتداولة. وردا على المطالبة بالدليل على أن الرئيس عاجز عن أداء مهامه، يقول جيلالي سفيان، رئيس حزب جيل جديد، إن “الحقيقة لا تحتاج اليوم إلى دليل، فما كنا نقوله بالأمس، صار ملموسا اليوم ويردده كل الجزائريين. يكفي فقط أن تنظروا إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتتأكدوا أن الشعب مدرك تمام الإدراك أن الرئيس ليس هو من يحكم”. ويضيف سفيان، في تصريح لـ”الخبر”، أن “شغور السلطة تحول إلى مطلب شعبي، ومعظم الجزائريين يطالبون اليوم بتخليصهم من هذا الكابوس المسمى العهدة الرابعة”، معتبرا أن المسؤولية الكبرى تقع على محيط الرئيس، لأنهم هم من يحكمون باسم الرئيس اليوم، وسيحاسبهم التاريخ على ما يفعلون”.ويصل عضو تنسيقية الانتقال الديمقراطي إلى خلاصة مفادها أن “تطبيق المادة 88 من الدستور التي تنص على إثبات المانع الصحي على الرئيس صار واجبا اليوم، حتى يرتاح الرئيس ويريح شعبه ويتركه يختار مصيره بانتخابات نزيهة وشفافة، يختار من خلالها المؤسسات والأشخاص الذين يحكمونه”.بالمقابل، يرى حسين خلدون، الناطق الرسمي لجبهة التحرير الوطني، أن ما تقوله المعارضة لا يليق أخلاقيا وحتى سياسيا، لأن مصدره الإعلام الفرنسي المشبوه، على حد وصفه. ويؤكد في تصريح لـ”الخبر” أن نية الوزير الأول الفرنسي كانت “خبيثة “من وراء نشر تلك الصورة على تويتر “لأنها مسيئة للرئيس بوتفليقة وتهدف للضغط على الجزائر من أجل مراجعة مواقفها”.ويعتقد خلدون أن الصور المنشورة في الإعلام الفرنسي “متلاعب بها وليست حقيقية”، لأنه ليس من المعقول، حسبه، أن تسمح مؤسسة الرئاسة، الوحيدة المخولة بإخراج الصور، بمثل تلك المشاهد المسيئة للرئيس نفسه. ويوضح أن صحة الرئيس عكس ما يتم تداوله “جيدة بدليل استقباله للضيوف الأجانب”. والدليل، حسبه، أن “هذا النوع من الصور لا يأتي إلا من الإعلام الفرنسي، وهو ما يعني أن هناك حربا إعلامية فرنسية على الجزائر، ينبغي أن يتصدى لها إعلامنا الوطني”، على حد قوله.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات